من صميم القلب وخلوص الاعتقاد بشهادة : إن ، واللام ، والجملة الاسمية (أو) المعنى : لكاذبون (فى تسميتها) ...
______________________________________________________
والكذب من أوصاف الخبر أجاب بقوله باعتبار تضمنها إلخ أى : إنه راجع إليها لا باعتبار نفسها ، بل باعتبار ما تضمنته وهو ألسنتنا وافقت قلوبنا أو شهادتنا هذه صادرة من صميم القلب ، فكأنه قيل لهم : دعواكم أن هذه الشهادة من صميم القلب كذب ؛ لأنها لم تكن من صميم القلب ، أو دعواكم أن ألسنتكم وافقت قلوبكم كذب ؛ لأنه لا موافقة.
(قوله : من صميم القلب) صميم الشىء خالصه ، وإضافة صميم القلب من إضافة الصفة للموصوف أى : هذه الشهادة صادرة من قلبنا الخالص ، وقوله : وخلوص الاعتقاد كذلك من إضافة الصفة للموصوف وهو تفسير مراد لما قبله (قوله : بشهادة إن واللام إلخ) أى : وإنما كانت شهادتهم هذه من صميم القلب بشهادة إن واللام ، والجملة الإسمية المفيدات للتأكيد ، ومعلوم أن تأكيد الشىء يدل على اعتقاده ، إن قلت : إن هذه التأكيدات إنما هى فى المشهود به ، وهو أنه رسول الله لا فى لفظ الشهادة الذى هو قوله نشهد حتى يقال تأكيد الشهادة يفيد أنها من صميم القلب ، وأجيب بأن الشهادة والمشهود به كالشىء الواحد ، فالتأكيد فى أحدهما توكيد فى الآخر ، إذ الشهادة لا تراد لذاتها ، بل إنما تراد للمشهود به ، فمعنى التأكيد فى الآية المشهود به أمر متيقن ، وهذا يستلزم كون الشهادة عن اعتقاد وتحقق ، أو يقال : إن هذه التأكيدات بالنظر للازم الفائدة وهو علمهم بأنه رسول الله لما سيأتى أن الخبر يجوز توكيده بالنظر للازم الفائدة إذا كان المخاطب عالما بالحكم ومنكرا على المخبر علمه به ، وإذا كان الخبر مؤكدا بالنظر لما ذكر رجع قولهم : (نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ)(١) إلى قولنا علمنا بأنك رسول الله ثابت تحقيقا ، فتكون الشهادة بذلك من صميم القلب فتأمل (قوله : أو فى تسميتها إلخ) حاصله أنا لا نسلم أن التكذيب راجع للمشهود به لم لا يجوز أن يكون راجعا
__________________
(١) المنافقون : ١.