(و) يوصف بها (المتكلم) أيضا ، يقال : كاتب فصيح ، وشاعر فصيح. (والبلاغة) وهى تنبئ عن الوصول ...
______________________________________________________
جعلت أعلاما لأن المفرد ما لا يدل جزؤه على جزء معناه وهذه كذلك ، ولا يرد أن ضعف التأليف لا يتأتى فى العلم ؛ لأنه يكون بمخالفة الإعراب ، والعلم بمجرده لا إعراب له ؛ لأن الإعراب ثابت له باعتبار المنقول عنه ، فيلزم أن تكون هذه الأعلام فصيحة لخلوها عما يخل بفصاحة المفرد مع اشتمالها على ما يخل بفصاحة الكلام ، والتزامه لا يليق بحال عاقل ، وحينئذ فتعريف فصاحة المفرد غير مانع. فالواجب أن يزاد فيه الخلوص عن هذه الأمور ، وليكون مانعا وهذا الإلزام كما يرد على الخلخالى يرد أيضا على الشارح بالنظر للجواب الثانى أعنى : قوله : على أن الحق إلخ ؛ لأن المفرد عندهم ما لفظ به بلفظ واحد فى العرف ، أو ما أعرب بإعراب واحد ، والعلم المذكور مشتمل على لفظين فأكثر ، ومعرب بإعرابين فأكثر بحسب الأصل ؛ لأن نظرهم فى اللفظ من حيث الإعراب والبناء ، وإن كانت تلك الأعلام من قبيل المفرد عند المناطقة ، لأن نظرهم فى المعانى أصالة ، وهذا التعريف لفصاحة المفرد عند النحاة لا عند المناطقة ، وأنت خبير بأن هذا الجواب إنما ينفع الخلخالى دون الشارح ، وبما علمت من بطلان ما قاله الشارح والخلخالى لبطلان اللوازم لهما. ظهر لك أن المفرد : والكلام فى كلام المصنف محمولان على معناهما الحقيقى المتبادر منهما ، وهو أن المراد بالمفرد ما ليس بمركب وبالكلام : المركب التام ، والمركب الناقص خارج عنهما ، لعدم اتصافه بالفصاحة والبلاغة بالنظر لذاته واتصافه بالفصاحة فى قولهم : مركب فصيح. إنما هو باعتبار اتصاف مفرداته بها ، كما أفاده العلامة عبد الحكيم. (قوله : والمتكلم أيضا) إنما زاد هنا أيضا دون ما تقدم ؛ لأن الكلام والمفرد من واد واحد فهما كالشيء الواحد ، وأيضا لا يؤتى بهما إلا بين شيئين. (قوله : يقال كاتب فصيح إلخ) المناسب لما مر أن يقول مثل كاتب فصيح ، والمراد بالكاتب : الناثر. أى : المتكلم بكلام منثور ، وليس المراد به المتصف بالكتابة بدليل مقابلته بشاعر ، والحاصل أن الشخص متى كانت فيه الملكة : اتصف بالفصاحة تكلم بنظم أو سجع أو غيرهما ، كالنثر ، بل ولو لم يتكلم أصلا ، إلا أن الملكة لا يعرف قيامها به إلا بالكلام. (قوله : تنبئ عن الوصول إلخ) قال فى القاموس :