.................................................................................................
__________________
فلو لا أنهم أمنع حيّ من العرب لما أقرّتهم العرب على هذا العزّ والإمارة مع نخوة العرب في إبائها ، كما أجلى قصيّ (٣٥) خزاعة وخزاعة جرهما ، فلم تكن عيشتهم عيشة العرب ، يأكلون الحشرات ، وهم الذين هشموا الثّريد (٣٦) حتى قال فيهم الشاعر :
عمرو العلى هشّم الثريد لقومه ، |
|
ورجال مكة مسنتون عجاف (٣٧) |
__________________
خزاعة ثلاثمائة سنة. (انظر : ١ / ٣٦٨ ، ومروج الذهب : ١ / ٢٠٨ ، والمحبر : ٣١٨ ، ومعجم قبائل العرب : ١ / ٣٣٨ ، والأعلام : ٢ / ٣٠٤).
(٣٥) قصي : هو قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ، سيد قريش في عصره ورئيسهم ، قيل : هو أول من كان له ملك من بني كنانة ، وهو الأب الخامس في سلسلة النسب النبوي ، مات أبوه وهو طفل ، فتزوجت أمه برجل من بني عذرة ، فانتقل بها إلى أطراف الشام ، فشب في حجره ، وسمي قصيا لبعده عن قومه. ولما كبر عاد إلى الحجاز ، وكان موصوفا بالدهاء ، وولي البيت الحرام ، فهدم الكعبة وجدد بنيانها ، وحاربته القبائل ، فجمع قومه من الشعاب والأودية وأسكنهم مكة لتقوى بهم عصبيته ، فلقبوه مجمّعا ، وكانت له الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء ، وكانت قريش تتيمن برأيه ، فلا تبرم أمرا إلا في داره ، وهو الذي أحدث وقود النار في المزدلفة ليراها من دفع من عرفة ، مات بمكة ودفن بالحجون. (انظر : طبقات ابن سعد : ١ / ٣٦ ـ ٤٢ ، وتاريخ الطبري : ٢ / ١٨١ ، واليعقوبي : ١ / ١٩٦ ، والكامل لابن الأثير : ٢ / ٧ ، والمحبر : ١٦٤ ، والسيرة النبوية لابن هشام : ١ / ٤٢ ، وتاريخ الخميس : ١ / ١٥٣ ، والسيرة الحلبية : ١ / ١٦ ، وتاريخ الكعبة : ٤٧ ، والروض الأنف : ١ / ٨٤ ، وسمط اللآلي : ٩٥٠ ، والأعلام : ٥ / ١٩٨ ـ ١٩٩).
(٣٦) الثريد : الخبز المفتوت يبل بالمرق ، الجمع : ثرائد.
(٣٧) مسنتون : مصدر سنت ، وأسنت القوم : أصابتهم سنة مجدبة فهم مسنتون. عجاف : هزال.