الفصل التاسع : الحال
شبه المفعول والظرف :
شبه الحال بالمفعول من حيث أنها فضلة مثله جاءت بعد مضي الجملة. ولها بالظرف شبه خاص من حيث أنها مفعول فيها ومجيئها لبيان هيأة الفاعل أو المفعول وذلك قولك ضربت زيدا قائما تجعله حالا من أيهما شئت وقد تكون منهما ضربة على الجمع والتفريق كقولك لقيته راكبين. قال عنترة :
متى ما تلقني فردين ترجف |
|
روانف أليتيك وتستطارا (١) |
__________________
(١) البيت له من قصيدة طويلة يهجو بها عمارة بن زياد وكان يحسد عنترة ويقول لقومه انكم قد أكثرتم من ذكره والله لوددت اني لقيته خاليا حتى أعلمكم انه عبد فلما بلغ ذلك عنترة قال ذلك وأولها :
أحولي تنفض استك مذرويها |
|
لتقتلني فها أنا ذا عمارا |
اللغة تلقني من اللقى. وفردين منفردين. والروانف جمع رانفة وهي طرف الألية. وتستطار أي تطير فزعا وخوفا.
الاعراب متى أداة شرط جازم. وتلقني فعل وفاعل ومفعول مجزوم بالشرط. وفردين حال من الفاعل والمفعول معا أي أنا فرد وأنت فرد. وترجف مجزوم في جواب الشرط. وروانف فاعله مضاف إلى أليتيك. وقوله وتستطار أظهر الوجوه فيه ان الضمير فيه مفرد يعود إلى المخاطب والألف بدل من نون التوكيد والأصل تستطارن فابدل من النون الفا كما في قول الأعشى (ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا) (والشاهد فيه) مجيء الحال وهو فردين لبيان هيئة الفاعل والمفعول معا.