إلا عند ناس من العرب ينصبونه على تأويل ما كنت أنت وعبد الله ، وكيف تكون أنت وقصعة من ثريد. قال سيبويه لأن كنت وتكون تقعان ههنا كثيرا وقال :
فما أنا والسير في متلف |
|
يبرّح بالذكر الضابط (١) |
وهذا الباب قياس عند بعضهم وعند آخرين مقصور على السماع.
__________________
(١) هو لاسامة بن الحارث بن حبيب الهذلي. وكان أصحابه سألوه أن يسافر معهم إلى الشام فأبى. وقال هذه القصيدة وبيت الشاهد مطلعها وبعده :
وبالبزل قدد مهانيها |
|
وذات المدارأة العائط |
اللغة المتلف على صيغة إسم الفاعل المفازة لأنها تتلف السالك فيها. ويبرح من برح به الأمر تبريحا إذا بلغ منه الجهد والبرح البارح الشدة الشديدة ويروى تعبر أي تحمله على ما يكره يقال عبر بعينه إذا أراه ما يكره. والذكر أراد به الذكر من الإبل لأنه يكون أقوى من الأنثى فإذا برح بالذكر كان أحرى أن يبرح بالأنثى. والضابط القوي على السير.
الاعراب ما أنت مبتدأ وخبر. والاستفهام للانكار. والسير منصوب على أنه مفعول معه لأن أصله ما تصنع والسير. فلما حذف الفعل انفصل الضمير المستتر وانتصب السير بذلك المحذوف. ويروى برفع السير. والواو للعطف وهو الوجه كما في قوله ما أنت وزيد.
وفي متلف يتعلق بالسير. ويبرح فعل مضارع ضميره يعود إلى المتلف وبالذكر متعلق به والضابط صفته والجملة في محل جر صفة متلف.