ولا يخلو المرخم من أن يكون مفردا أو مركبا فإن كان مفردا فهو على وجهين أحدهما أن يحذف منه حرف واحد كما ذكرت لك. والثاني أن يحذف منه حرفان. وهما على نوعين إما زيادتان في حكم زيادة واحدة كاللتين في أعجاز أسماء ومروان وعثمان وطائفيّ. وإما حرف صحيح ومدة قبله وذلك في نحو منصور وعمار ومسكين. وإن كان مركبا حذف آخر الأسمين بكماله فقيل يا بخت ويا عمرو ويا سيب ويا خمسة في بخت نصّر وعمرويه وسيبويه ، والمسمى بخمسة عشر. وأما نحو تأبط شرا وبرق نحره فلا يرخم.
حذف المنادى.
وقد يحذف المنادى فيقال يا بؤس لزيد بمعنى يا قوم بؤس لزيد ومن أبيات الكتاب :
يا لعنة الله والأقوام كلّهم |
|
والصّالحون على سمعان من جار (١) |
وفي التنزيل (أَلَّا يَسْجُدُوا)
__________________
(١) هو من شواهد الكتاب التي لم يعرف لها قائل.
اللغة سمعان اسم رجل يروى بفتح السين وكسرها وكلاهما قياس فمن فتح فهو كقحطان ومروان ومن كسر فهو كحطان وعمران.
الاعراب يا حرف نداء. والمنادى محذوف أي يا قوم. ولعنة مبتدأ. ولفظ الجلالة مضاف إليه. والأقوام معطوف على لفظ الجلالة. وكلهم تأكيد. والصالحون يروى بالرفع والجر فالرفع على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامة أو على العطف على محل لفظ الجلالة لأنه فاعل في المعنى لا بالعطف على محل الأقوام كما ذكره العيني لأنه وان كان فاعلا في المعنى أيضا إلا أن المعاطيف بالواو إذا تكررت فالعطف على الأول. وعلى سمعان في موضع رفع خبر المبتدإ السابق. وقوله من جار في محل نصب على أنه تمييز عن الجملة (والشاهد فيه) حذف المنادى بيا لأن اللعنة ليست مناداة إذ لو كانت مناداة لنصبها لأنها مضافة (والمعنى) يا قوم لعنة الله والأقوام والصالحين على سمعان من جهة كونه جارا.