واسم الإشارة لا يوصف إلا بما فيه الألف واللام كقولك يا هذا الرجل ويا هؤلاء الرجال. وأنشد سيبويه لخزز بن لوذان :
يا صاح يا ذا الضامر العنس (١)
__________________
لمية أطلال بحزوى دواثر |
|
عفتها السوافي بعدنا والمواطر |
اللغة الباخع من قولهم بخع نفسه يبخعها قتلها غما أو غيظا. وفي القرآن الكريم (فلعلك باخع نفسك) أي مهلكها. ونحته بالتخفيف والتشديد بمعنى باعدته. والمقادر الأقدار أصله المقادير فحذف الياء ضرورة.
الاعراب ألا حرف استفتاح يراد به تنبيه المخاطب على ما سيأتي بعده من الكلام. وأي منادى بحرف نداء مقدر مبني على الضم. وهذا في محل رفع صفته. والباخع صفة أخرى. وال فيه موصولة بمعنى الذي. والوجد فاعل اسم الفاعل وهو باخع. ونفسه مفعوله. هذا على رواية الوجد بالرفع وعلى روايته بالنصب ففاعل الباخع ضمير فيه تقديره هو. ونفسه مفعول. والوجد مفعول لأجله ولشيء جار ومجرور متعلق بالباخع. ونحته فعل ماض والضمير فيه مفعوله. والمقادر فاعله وعن يديه متعلق بنحته. والجملة في محل جر صفة لشيء (والشاهد فيه) إنه وصف المنادى المبهم وهو أي باسم الاشارة وهو هنا (والمعني) يا من قتل الوجد نفسه غما لشيء عاقته عنه عوائق الأقدار إن ذلك ليس بمغن عنك.
(١) نسبه هنا إلى خزز بن لوذان السدوسي ونسبه أبو الفرج في الأغاني لخالد بن المهاجر وأنشده هكذا :
يا صاح يا ذا الضامر العنس |
|
والرحل ذي الأنساع والحلس |
تسري النهار ولست تاركه |
|
وتجد سيرا كلما تمسي |
اللغة الضامر من ضمر الحيوان وغيره من باب قعد دق وقل لحمه. والعنس الناقة الصلبة الشديدة. والرحل كل ما يعد للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير وحلس ورسن والمراد هنا برذعة البعير. والانساع جمع نسعة بكسر النون وهي جلدة تنسج عريضة فتكون على صدر البعير. والحلس كساء يجعل على ظهر البعير تحت رحله.
الاعراب يا حرف نداء وصاح منادى مرخم صاحب أو صاحبي وهو شاذ على الوجهين. وذا اسم اشارة. والضامر مرفوع صفته. والعنس مضاف إليه. ورواه الكوفيون بجر الضامر. على أن ذا بمعنى صاحب. واعتلوا لذلك بوجوه منها أن صفة المنادى إذا كانت مضافة كانت منصوبة فلم رفعت ها هنا ومنها أن قوله بعده والرحل ذي الانساع والحلس