موضع المبتدأ التزم تقديم الخبر عليها فلا يقال أن زيدا قائم حق ، ولكن حق أن زيدا قائم.
التمييز بين موقعيهما :
والذي يميز بين موقعيهما أن ما كان مظنة للجملة وقعت فيه المكسورة كقولك مفتتحا إن زيدا منطلق ، وبعد قال لأن الجمل تحكى بعده ، وبعد الموصول لأن الصلة لا تكون إلا جملة. وما كان مظنة للمفرد وقعت فيه المفتوحة نحو مكان الفاعل ، والمجرور ، وما بعد لولا ، لأن المفرد ملتزم فيه في الإستعمال ، وما بعد لولان تقدير لو انك منطلق لانطلقت لو وقع أنك منطلق أي لو وقع انطلاقك ، وكذلك ظننت أنك ذاهب على حذف ثاني المفعولين. والأصل ظننت ذهابك حاصلا.
ومن المواضع ما يحتمل المفرد والجملة فيجوز فيه إيقاع أيتهما شئت نحو قولك أول ما أقول أني أحمد الله ، إن جعلتها خبرا للمبتدأ فتحت ، كأنك قلت أوّل مقولي حمد الله وان قدّرت الخبر محذوفا كسرت حاكيا ومنه قوله :
وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا |
|
إذا إنه عبد القفا واللهازم (١) |
تكسر لتوفر على ما بعد إذا ما يقتضيه من الجملة ، وتفتح على تأويل حذف الخبر ، أي فإذا العبودية حاصلة وحاصلة محذوفة.
حركة ان بعد حتى :
وتكسرها بعد حتى التي يبتدأ بعدها الكلام فتقول قد قال القوم ذلك حتى إن زيدا يقوله. وإن كانت العاطفة أو الجارّة فتحت فقلت قد عرفت أمورك حتى أنك صالح ، وعجبت من أحوالك حتى أنك تفاخرني.
__________________
(١) تقدم الكلام عليه والشاهد فيه هنا جواز كسر همزة أن وفتحها بعد إذا الفجائية.