ومنهم من يجعل ما مزيدة ويعملها. إلا أن الإعمال في كأنما ولعلّما وليتما أكثر منه في إنما وأنما ولكنما. وروى بيت النابغة :
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا (١)
على وجهين.
أن وإن : الفرق بينهما :
أن وإن هما تؤكدان مضمون الجملة وتحققانه إلا أن المكسورة الجملة معها على استقلالها بفائدتها ، والمفتوحة تقلبها إلى حكم المفرد. تقول إن زيدا منطلق وتسكت كما تسكت على زيد منطلق ، وتقول بلغني أن زيدا منطلق ، وحق أن زيدا منطلق ، فلا تجد بدّا من هذا الضميم كما لا تجده مع الإنطلاق ونحوه. وتعاملها معاملة المصدر حيث توقعها فاعلة ومفعولة ومضافا إليها في قولك بلغني أن زيدا منطلق ، وسمعت أن عمرا خارج. وعجبت من أن زيدا واقف. ولا تصدّر بها الجملة كما تصدر بأختها بل إذا وقعت في
__________________
الاعراب أعد فعل أمر فاعله أنت. ونظرا مفعوله. وعبد قيس منادى مضاف. ولعل مكفوفة بما. واضاء فعل ماض. والنار فاعله. والحمار مفعوله. والمقيد صفة حمار (والشاهد فيه) انه لما كف لعل عن العمل أولاها الفعل الذي لم يلها قبل ولا تكون ما هنا بمعنى الذي لان القوافي منصوبة ولا يجوز أن تكون لعل بمعنى الشأن وتكون ما نافية والحمار إسمها واضاءت الخبر لان ما لا يتقدم خبرها على اسمها (والمعنى) قال ابن يعيش وصفهم انهم أهل ذلة وضعف لا يأمنون من يطرقهم ليلا فلذلك قيدوا حمارهم وأطفؤوا نارهم. وفهم هذا المعنى من البيت بعيد جدا. وقال غيره يرمي هؤلاء القوم باتيان الأتن وتقييدها لذلك.
(١) تمامه إلى حمامتنا ونصفه فقد.
الاعراب قال فعل ماض. وفاعله ضمير المرأة وهي الزرقاء التي يضرب المثل بحدة بصرها. والا للاستفتاح. وليت مكفوفة بما. وهذا اسم اشارة. والحمام بدل أو عطف بيان. ولنا خبر المبتدأ. ونصفه عطف على الحمام. وقد خبر مبتدأ محذوف أي فهو حسب. ويجوز نصب الحمام على ان ليت عاملة فيه. والجار والمجرور خبرها. وهذا هو الشاهد في البيت.