فإن جنابة هنا
لفظة غير مرضية للوجه الذي ذكرته ، وإن كانت ـ لولا ذلك ـ فصيحة مختارة لخلوها من
العيوب.
والسابع
: مما قدمناه أن
تكون الكلمة معتدلة غير كثيرة الحروف فإنها متى زادت على الأمثلة المعتادة
المعروفة قبحت وخرجت عن وجه من وجوه الفصاحة ، ومن ذلك قول أبي نصر بن نباتة :
فإياكم أن
تكشفوا عن رؤوسكم
|
|
ألا إن
مغناطيسهنّ الذوائب
|
فمغناطيسهنّ
كلمة غير مرضية لما ذكرته ، وإن كان فيها أيضا عيوب أخر مما قدمناه.
ومن
هذا النوع ايضا قول أبي تمّام :
فلأذربيجان
اختيال بعد ما
|
|
كانت معرّس
عبرة ونكال
|
سمجت ونبّهنا
على استسماجها
|
|
ما حولها من
نضرة وجمال
|
فقوله :
فلأذربيجان ، كلمة رديئة لطولها وكثرة حروفها وهي غير عربية ، ولكن هذا وجه قبحها
، وكذلك قوله في البيت الثاني : استسماجها ، رديء لكثرة الحروف ، وخروج الكلمة
بذلك عن المعتاد في الألفاظ إلى الشاذ النادر.
ونحو
من هذا قول أبي الطيب المتنبي :
إن الكريم
بلا كرام منهم
|
|
مثل القلوب
بلا سويداواتها
|
فسويداواتها
كلمة طويلة جدا ، فلذلك لا أختارها.
__________________