يخالف على الصحة ، والأصل في هذه المناسبة فإن لها تأثيرا قويا في الحسن ، ومن أمثلة ذلك في
النظم قول الطّرمّاح :
أسرناهم
وأنعمنا عليهم
|
|
وأسقينا
دماءهم الترابا
|
فما صبروا
لبأس عند حرب
|
|
ولا أدّوا
لحسن يد ثوابا
|
وهذه مقابلة
صحيحة .
ومن
ذلك أيضا قول الآخر :
جزى الله
خيرا ذات بعل تصدقت
|
|
على عزب حتى
يكون له أهل
|
فإنا سنجزيها
بمثل فعالها
|
|
إذا ما
تزوجنا وليس لها بعل
|
وهذه أيضا
مقابلة صحيحة ، لأنه جعل في مقابلة أن تكون المرأة ذات بعل وهو لا زوج له أن يكون
ذا زوج وهي لا بعل لها ، وقابل حاجته وهو عزب بحاجتها وهي عزبة.
ومن أمثلة ذلك
في النثر قول أبي إسحاق الصابي : (وأن يخلّد في بطون الصحائف غلطنا وغلطك ، في
إحساننا وإساءتك ، وحفظنا وإضاعتك). وكتب بعضهم في كتاب له : (ولو أن الأقدار إذ
رمت بك من المراتب إلى أعلاها ، بلغت من أفعال السؤدد إلى ما وازاها ، فوازيت
بمساعيك مراقيك ، وعادت النعمة بك بالنعمة فيك ، ولكنك قابلت سموّ الدرجة بدنوّ
الهمّة ، ورفيع الرتبة بوضيع الشيمة ، فعاد علوّك بالاتفاق ، إلى حال دنوّك
بالاستحقاق ، وصار جناحك في الانتهاض ، إلى مثل ما عليه قدرك في الانخفاض ، ولا
لوم على القدر إذا أذنب فيك وأناب ، وغلط فعاد إلى الصواب) ، وهذا كلام معانيه
متقابلة على الصحة ، ومن ذلك قول هند بنت النعمان : شكرتك يد نالتها خصاصة بعد
نعمة ، ولا ملكتك يد نالت ثروة بعد فاقة.
__________________