والسناد أيضا عيب ، وهو اختلاف في الحركات قبل حرف الروي ، كما قال عدي بن زيد :
ففاجأها وقد جمعت جموعا |
|
على أبواب حصن مصلتينا |
فقدّدت الأديم لراهشيه |
|
وألفى قولها كذبا ومينا (١) |
فالميم من ـ مينا ـ مفتوحة ، والتاء من ـ مصلتينا ـ مكسورة.
والسناد من قولهم : خرج بنو فلان برأسين متساندين ، أي : كل واحد منهما على حياله ، وكذلك قالوا : كانت قريش يوم الفجار متساندين أي : لا يقودهم رجل واحد.
ومن عيوب القوافي أن يتم البيت ولا تتم الكلمة التي منها القافية حتى يكون تمامها في البيت الثاني ، مثل أبيات كتبها إليّ الشيخ أبو العلاء بن سليمان في بعض كتبه ، وحكي أن أبا العباس المبرد ذكرها في كتابه الموضوع في القوافي ، وسمى هذا الجنس من عيوب القافية ـ المجاز ـ والأبيات :
شبيه بابن يعقوب |
|
ولكن لم يكن يو |
سف يشرب الخمر |
|
ولا يزني ولا يو |
سع الأمواه بالقهوة |
|
مزجا لم يكن دو |
ن في صبح وإمساء |
|
وهذا منكر يو |
شك الرحمان أن يصليه |
|
في نار خزي هو |
لها أهل فلا يكشف |
|
عنه ربنا السو |
ءإن الأخضر الإبطين |
|
ذا الفحشاء لا يو |
قد النار لأضياف |
|
ولو قيل له ذو |
__________________
(١) المصلتون : المجردون سيوفهم ، الأديم : الجلد ، الراهشان : عرقان في باطن الذراعين. ديوان عدي بن زيد ١٨٣ ، مغني اللبيب ٣٥٧ ، همع الهوامع ١٢٩ ، الدرر اللوامع ٢ / ١٦٧ ، معاهد التنصيص ٢ / ١٠٤.