كان يعّوذ الحسن والحسين عليهماالسلام فيقول : «أعيذكما بكلمات الله التامّة ، من كل
شيطان وهامّة ، ومن كل عين لامّة» ولم يقل : ملمّة ، لأجل المناسبة. وكذلك قوله صلىاللهعليهوسلم في بعض الحديث : «ترجعن مأزورات غير مأجورات» ؛ لأن مأزورات من الوزر والمستعمل موزورات ، فجاء به
هكذا لأجل المناسبة.
والسّجع الواقع
موقعه كثير لمن طلبه ، ومنه قول أبي الفرج عبد الواحد بن نصر الببّغا في أول رسالة
له : «إذا كانت حقيقة الشكر ـ أطال الله بقاء سيدنا الأمير سيف الدولة ـ في متعالم
العرف والعادة ، إنما هي علة موضوعة لاستجلاب الزيادة ، فقد لزم بدليل العقل ،
وحجّة النقل ، أن يسمى الشاكر مستزيدا لا مكافيا ، ومستديما لا مجازيا ، وتبقى
النعمة مطالبة بواجبها ، والمنّة مقتضية عن صاحبها».
وقوله
في فصل آخر : «وعلمي بأن
أقرب مؤمّليه إليه ، وأوجبهم حرمة عليه ، أشدّهم استزادة لنعمه ، وأكثرهم إلحاحا
على كرمه ، بعثني على التقرب إلى قلبه بالسؤال ، ومناجاة كرمه بلسان الآمال ،
فسألت متقربا ، وطلبت متسحبا».
وبلغ عليّ بن
الحسين عليهماالسلام قول نافع بن جبير في معاوية : كان يسكته الحلم ، وينطقه
العلم ، فقال : بل كان يسكته الحصر ، وينطقه البطر.
ووقف الأحنف
على قبر الحارث بن معاوية المازنيّ فقال : رحمك الله أبا المورق ، كنت لا تحقر
ضعيفا ، ولا تحسد شريفا.
وقال
بعضهم : سل الأرض من
شقّ أنهارك ، وغرس أشجارك وجنى ثمارك؟ فإن لم تجبك حوارا ، أجابتك اعتبارا.
__________________