وزيد قائم ظننت (١) ، وهذا الإلغاء جائز لا واجب ، فإلغاء العامل المتأخر عن المفعولين أقوى من إعماله ، وإعمال العامل المتوسط بين المفعولين أقوى من إلغائه ، ولا يجوز إلغاء العامل المتقدم نحو : ظننت زيدا قائما ، فلا يجوز أن يقال : ظننت زيد قائم ، بالرفع ؛ خلافا للكوفيين.
س : عرف التعليق ، ثم اذكر ما يوجبه مع الأمثلة.
ج : التعليق هو إبطال العمل وجوبا لفظا لا محلا ؛ لمجيء ما له صدر الكلام بعد العامل ، والذي له صدر الكلام : لام الابتداء ؛ نحو :
ظننت لزيد قائم (٢) ، وما النافية كقوله تعالى : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ)(٣) ، ولا النافية نحو :
__________________
ظننت : فعل وفاعل ؛ ظن : فعل ماض ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
(١) زيد قائم ظننت : زيد: مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. قائم : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره.
(٢) ظننت لزيد قائم : ظننت : فعل وفاعل ؛ ظن : فعل ماض تنصب مفعولين ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. اللام : لام الابتداء. زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء ، وعلامة رفعه ضم آخره. قائم : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب سادة مسد مفعولي ظن. وإنما لم يظهر النصب في الجزأين لأن لام الابتداء لصدارتها لا يتخطاها العامل ، فمن حيث اللفظ روعي ماله الصدر ، ومن حيث المعنى روعي العامل.
(٣) لقد علمت ما هؤلاء ينطقون : اللام : داخلة في جواب قسم مقدر تقديره