ومما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا ، مخرج الظاء والذال والثاء.
ومن باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى ، مخرج الفاء.
ومما بين الشفتين مخرج الباء والميم والواو.
ومن الخياشيم مخرج النون الخفية ، ويقال الخفيفة ، أي الساكنة.
فذلك ستة عشر مخرجا (١).
ويدلك على أن النون الساكنة إنما هي من الأنف والخياشيم ، أنك لو أمسكت بأنفك ، ثم نطقت بها (٢) لوجدتها مختلفة ، وأما النون المتحركة فمن حروف الفم ، كما قدمنا ، إلا أنّ فيها بعض الغنة (٣) من الأنف.
وأما الهمزة المخففة فهي التي تسمى همزة بين بين.
ومعنى قول سيبويه : بين بين ، أي هي بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها ، إن كانت مفتوحة ، فهي بين الهمزة والألف ، وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء ، وإن كانت مضمومة فهي بين الهمزة والواو ، إلا أنها ليس لها تمكّن الهمزة المحققة ، وهي مع ما ذكرنا من أمرها ، في ضعفها وقلة تمكنها ، بزنة المحققة ، ولا تقع الهمزة المخففة أولا أبدا ، لقربها بالضعف من الساكن ، فالمفتوحة نحو قولك في سأل : سال ، والمكسورة نحو قولك في سئم : سيم ، والمضمومة نحو قولك في لؤم : لوم.
__________________
(١) اختلف العلماء في عدد مخارج الحروف ، بين أربعة عشر وستة عشر وسبعة عشر مخرجا ، وعلماء التجويد على أنها سبعة عشر ، على الرأي المختار ، وهو رأي الخليل. وقال سيبويه : إنها ستة عشر ، فأسقط مخرج الجوف ، ووزع حروفه على بقية المخارج ، فجعل الألف من الحلق ، والياء من وسط اللسان ، والواو من الشفتين ، وتابعه على ذلك كثير منهم الشاطبي. وذهب قطرب والجرمي والفراء ومن تبعهم إلى أنها أربعة عشر مخرجا ، فأسقطوا الجوف كما فعل سيبويه ، وجعلوا مخارج اللسان ثمانية ، لأنهم جعلوا اللام والنون والراء من مخرج واحد كلي ذي مخارج جزئية.
(٢) الضمير راجع إلى النون.
(٣) الغنة : صوت يخرج من الخيشوم. مادة (غ. ن. ن). اللسان (٥ / ٣٣٠٧).