النطفة ، وقرأ ابن السماك تمنون بفتح التاء والأصل من المني وهو التقدير ، قال الشاعر :
لا تأمنّ وإن أمسيت في حرم |
|
حتى تلاقي ما يمني لك الماني |
ومنه المنية لأنها مقدّرة تأتي على مقدار وفي المختار : «وقد منى من باب رمى وأمنى أيضا».
(قَدَّرْنا) بالتشديد والتخفيف قال :
ومفرهة عنس قدرت لساقها |
|
فخرت كما تتايع الريح بالقفل |
والمعنى قدرت ضربي لساقها فضربتها فخرت ، ومثله في المعنى :
وإن تعتذر بالمحلّ من ذي ضروعها |
|
على الضيف يجرح في عراقيبها نصلي |
(حُطاماً) الحطام : الهشيم الذي لا ينتفع به في مطعم ولا غذاء وأصل الحطم الكسر ، والحطم السوّاق بعنف يحطم بعضها على بعض ، قال :
قد لفّها الليل بسواق حطم |
|
ليس براعي إبل ولا غنم |
ولا بجزار على ظهر وضم (تَفَكَّهُونَ) التفكّه أصله تناول ضروب الفواكه للأكل والفكاهة المزاح ومنه حديث زيد : كان من أفكه الناس مع أهله ، ورجل فكه طيب النفس ، وقد استعير هنا للتنقل في الحديث ، وقيل معناه تندمون ، وحقيقته تلقون الفكاهة عن أنفسكم ولا تلقى الفكاهة إلا من الحزن فهو من باب تحرّج وتأثم ، وقيل تفكهون : تعجبون وقيل تتلاومون وقيل تتفجعون وكله من باب التفسير باللازم.