الموت في عنقه وقيل أراد بقوله إني سقيم النفس لكفركم ، على أن بعض الناس قد جوزه في المكيدة في الحرب والتقية وإرضاء الزوج والصلح بين المتخاصمين والمتهاجرين وسيأتي المزيد من هذه القصة الفريدة في باب الفوائد.
٢ ـ الإيجاز :
في قوله «فبشرناه بغلام حليم» إيجاز قصر وقد تقدم تعريفه ، فقد انطوت هذه البشارة الموجزة على ثلاث : أن الولد ذكر ، وأنه يبلغ أوان الحلم ، وانه يكون حليما ، وأي حلم أدل على ذلك من حلمه حين عرض عليه أبوه الذبح فلم يضطرب ولم يتخاذل ولم يعترض على مشيئة أبيه بل قال : «ستجدني إن شاء الله من الصابرين» ثم استسلم لذلك ولم يكن ليدور له في خلد أن الله سيفديه وسيهيئ له كبش الفداء.
الفوائد :
١ ـ من هو الذبيح؟
اختلف المفسرون في المأمور بذبحه فعن ابن عباس وابن عمر وجماعة من التابعين انه إسماعيل وحجتهم فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أنا ابن الذبيحين» وقال له أعرابي يا ابن الذبيحين فتبسم فسئل عن ذلك فقال : إن عبد المطلب لمّا حفر بئر زمزم نذر الله لئن سهل الله له أمرها ليذبحنّ أحد ولده فخرج السهم على عبد الله فمنعه أخواله وقالوا له : أفديناك بمائة من الإبل ففداه بمائة من الإبل