لا تفاوت فيه. وقد رمق أبو الطيب ، كعادته ، سماء هذا المعنى فقال من قصيدة قالها بمصر يذكر بها حماه التي كانت تغشاه :
وإن أسلم فما أبقى ولكن |
|
سلمت من الحمام إلى الحمام |
يقول : فإن أسلم من مرض لم أبق خالدا ولكن سلمت من الموت بهذا المرض إلى الموت بمرض آخر وهذا معنى بديع تداوله الشعراء ، فقال آخر :
إذا بلّ من داء به خال أنه |
|
تجاذبه الداء الذي هو قاتله |
وقد دندن أبو الطيب لتصوير المتاع المستعجل ببيتين ولم يسم إلى الآية فقال :
تمتع من سهاد أو رقاد |
|
ولا تأمل كرى تحت الرجام |
فإن لثالث الحالين معنى |
|
سوى معنى انتباهك والمنام |
أراد بثالث الحالين الموت يقول ما دمت حيا تمتع من حالتي النوم والسهاد فإنك لا تنام في القبر ، والموت غير اليقظة والرقاد فلا تحسبن الموت نوما.
الفوائد :
عبارة القرطبي في تفسير الآية :
وعدناك أن ننقل لك عبارة القرطبي وبرا بهذا الوعد نوردها لك : «هذه الآية من أشكل ما في هذه السورة لأنهم هم المحمولون