ويجوز أن تكون استئنافية ومن اسم شرط جازم مبتدأ وتزكى فعل ماض في محل جزم فعل الشراط والفاء رابطة للجواب وإنما كافة ومكفوفة ويتزكى فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره هو ولنفسه متعلقان بيتزكي على أنه تعليق له والى الله خبر مقدم والمصير مبتدأ مؤخر.
البلاغة :
١ ـ في قوله «أنتم الفقراء الى الله» تعريف الفقراء ، والسر فيه المبالغة في فقرهم كأنهم لشدة افتقارهم هم الموسومون بالفقراء وان افتقار غيرهم بالنسبة لفقرهم لا يعتبر افتقاراً أو كأنهم قد أصبحوا وقد بلغوا من الفاقة غايتها ، ومن العوز نهاية جنس الفقراء وهذا من روائع علم البيان.
٢ ـ وفي قوله «ولا تزر وازرة وزر أخرى» جناس الاشتقاق بين تزر ووازرة ووزر والوزر كما في المصباح الاثم والوزر الثقل أيضاً ومنه يقال وزر يزر من باب وعد إذا حمل الاثم. وهنا يرد سؤال كيف يتفق هذا القول مع قوله تعالى : «وليحملن أثقالاًَ مع أثقالهم» فإن هذه الآية في الضالين المضلين فهم يحملون أثقال ضلالهم وأثقال إضلالهم لغيرهم أما الآية التي نحن بصدد ها فهي مقتصرة على الذين يحملون أوزار وأثقال أنفسهم ، وعن ابن عباس : يلقى الأب الابن فيقولان له يا بني احمل عنا بعض ذنوبنا فيقول لا أستطيع حسبي ما علي.