لا يتصور فيه مدة الحمل انما تعقل تلك المدة في حق من يتولد من النطفة».
ومذهب الشافعية أن أكثر مدة الحمل أربع سنين وأقله ستة أشهر وقد ولد الضحاك بن مزاحم لستة عشر شهرا وشعبة ولد لسنتين وهرم بن سنان ولد لأربع سنين ولذلك سمي هرما ومالك بن أنس حمل به أكثر من ثلاث سنين ، والحجاج بن يوسف ولد لثلاثين شهرا ، ويقال انه كان يقول : اذكروا ليلة ميلادي ، ويقال : إن عبد الملك بن مروان حمل به ستة أشهر والشافعي حمل به أربع سنين أو أقل ، والحنفية يقولون للشافعية : ما جسر إمامكم أن يظهر الى الوجود حتى توفي إمامنا ، ويجيبهم الشافعية بقولهم : بل إمامكم ما ثبت لظهور إمامنا.
القول الفصل في الفاء العاطفة :
والفاء في أصل وضعها للترتيب المتصل ، والترتيب على ضربين :
١ ـ الترتيب في المعنى : هو أن يكون المعطوف بها لاحقا متصلا بلا مهلة كقوله تعالى «خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ» والأكثر كون المعطوف بها متسببا عما قبله كقولك : أملته فمال وأقمته فقام.
٢ ـ الترتيب في الذكر : وهو نوعان : أحدهما عطف مفصل على مجمل هو هو في المعنى كقولك توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح رأسه ورجليه ومنه قوله تعالى : «وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ : رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ...» الآية.
وتكون عطفا لمجرد المشاركة في الحكم بحيث يحسن بالواو كقول امرئ القيس : «بين الدخول فحومل».