مشاعره القلبية ،
أمّا في الواقع فلا يعمل إلاّ بالعدالة والمساواة ، كما قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام
: « قال والدي : والله لأصانع بعض ولدي وأجلسه علىٰ فخذي وأكثر له المحبّة ، وأكثر له الشكر ، وانّ الحق لغيره من ولدي ، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف اخوته »
لأن عدم العدالة له تأثيره السلبي علىٰ نفسية الاطفال تؤدي إلىٰ زرع روح الكراهة والبغضاء بينهم وتؤدي بهم في النتيجة إلىٰ العداء المستحكم ، واتخاذ الموقف غير السليم كما فعل اخوة يوسف به حينما ألقوه في البئر.
وقد كانت السيرة قائمة علىٰ أساس
إشاعة العدالة بين الاطفال سواء كانوا أخوة أو أرحام ، فعن عبدالله بن عبّاس قال : ( كنت عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلىٰ فخذه الايسر إبنه ابراهيم وعلىٰ فخذه الايمن الحسين بن علي ، وهو تارة يقبّل هذا وتارة يقبّل هذا ) .
فإبراهيم ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والحسين ابن
بنته ، ومع كلِّ هذهِ الاختلافات في الروابط فانه صلىاللهعليهوآلهوسلم
لم يفرّق في المعاملة بينهما.
وفي رواية ( كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلي فجاء
الحسن والحسين فارتدفاه ، فلما رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً فلمّا عاد عادا ، فلما انصرف أجلس هذا علىٰ فخذه الأيمن وهذا علىٰ فخذه الأيسر ) .
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يخطب
علىٰ المنبر فجاء الحسن والحسين
__________________