مختلفة : فطريقه فى المثال الأول ذكر الخاص بعد العام ، فقد خصّ الله سبحانه وتعالى الروح بالذّكر وهو جبريل مع أنه داخل فى عموم الملائكة تكريما له وتعظيما لشأنه كأنه جنس آخر ، ففائدة الزيادة هنا التنويه بشأن الخاص.
وطريقه فى المثال الثانى ذكر العام بعد الخاص ، فقد ذكر الله سبحانه المؤمنين والمؤمنات وهما لفظان عامان يدخل فى عمومهما من ذكر قبل ذلك ، والغرض من هذه الزيادة إفادة الشمول مع العناية بالخاص لذكره مرتين ، مرة وحده ، ومرة مندرجا تحت العام.
وطريقه فى المثال الثالث الإيضاح بعد الإبهام فإن قوله تعالى : (أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ) إيضاح للإبهام الذى تضمنه لفظ «الأمر» وذلك لزيادة تقرير المعنى فى ذهن السامع بذكره مرتين ، مرة على طريق الإجمال والإبهام ، ومرة على طريق الإيضاح والتفصيل.
وطريقه فى بيتى عنترة التكرار لتقرير المعنى فى نفس السامع وتثبيته ، ويظهر هذا الغرض فى الخطابة ، وفى موطن الفخر والمدح والإرشاد والإنذار ، وقد يكون التكرار لدواع أخرى ، منها التحسر كما فى قول الحسين بن مطير (١) يرثى معن بن رائدة :
فيا قبر معن أنت أوّل حفرة |
|
من الأرض خطّت للسّماحة موضعا (٢) |
ويا قبر معن كيف واريت جوده |
|
وقد كان منه البرّ والبحر مترعا |
ومنها طول الفصل كما فى قول الشاعر :
لقد علم الحىّ اليمانون أننى |
|
إذا قلت أمّا بعد أنّى خطيبها (٣) |
__________________
(١) شاعر عاش فى الدولتين الأموية والعباسية ، وله مدائح فى رجالهما ، وكان من أحسن أهل البادية زيا وكلاما ، توفى سنة ١٦٩ ه بعد معن زائدة وله رثاء فيه.
(٢) خطت للسماحة موضعا : أى اتخذت لتكون موضعا للكرم والجود.
(٣) اليمانون : المنسوبون إلى اليمن.