مصحف أمير المؤمنين عليهالسلام من تأويله وتفسير
معانيه علىٰ حقيقة تنزيله ، وذلك كان ثابتاً منزلاً ، وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالىٰ الذي هو القرآن المعجز ، وعندي أنّ هذا القول أشبه ـ أي أقرب في النظر ـ مِن مقال من أدّعىٰ نقصان كَلِمٍ من نفس القرآن علىٰ الحقيقة دون التأويل ، وإليه
أميل » .
وفي ( أجوبة المسائل السروية ) ، قال : «
فان قال قائل : كيف يصحّ القول بأنّ الذي بين الدفّتين هو كلام الله تعالىٰ علىٰ الحقيقة من غير
زيادة فيه ولا نقصان ، وأنتم تروون عن الأئمّة عليهمالسلام
أنّهم قرءوا « كنتم خير أئمّة أُخرجت للناس » ، « وكذلك جعلناكم أئمّة وسطاً ». وقرءُوا « يسألونك الأنفال ». وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس ؟
قيل له : إنّ الأخبار التي جاءت بذلك
أخبار آحاد لا يُقْطَع علىٰ الله تعالىٰ بصحّتها ، فلذلك وقفنا فيها ، ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر ، علىٰ ما أُمِرنا به
حسب ما بيّناه مع أنّه لا يُنْكر أن تأتي القراءة علىٰ وجهين منزلين ، أحدهما : ما تضمّنه المصحف ، والثاني : ما جاء به الخبر ، كما يعترف به مخالفونا من نزول القرآن علىٰ أوجهٍ شتّىٰ » .
٣ ـ ويقول الإمام الشريف المرتضىٰ
، عليّ بن الحسين الموسوي ، المتوفّىٰ سنة ٤٣٦ ه في ( المسائل الطرابلسيات ) : « إنّ العلم بصحّة نقل القرآن ، كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام ، والكتب
______________________