وتدفع كلّ ما أُلصق
بجلال وكرامة القرآن الكريم من زعم التحريف وتُفنّد القول بذلك وتُبطِله حتّىٰ لو ذهب إليه الكثيرون فضلاً عن القلّة النادرة الشاذّة ، وفيما يلي نذكر أهمّها :
١ ـ حِفظ الله سبحانه للقرآن الكريم ، ولذا
لم يتّفق لأمرٍ تاريخي من بداهة البقاء مثلما اتّفق للقرآن الكريم ، فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي تعهّدت المشيئة الإلٰهية ببقائه مصوناً من تلاعب أهل الاهواء ومن التحريف وإلىٰ الأبد حيثُ قال تعالىٰ : ( إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )
( الحجر١٥ : ٩ ).
فالمراد بالذكر ـ كما يقول المفسّرون ـ في
هذه الآية : القرآن الكريم ، وصيانة القرآن من التحريف من أبرز مصاديق الحفظ المُصرّح به في هذه الآية ، ولولا أن تكفّل الله تعالىٰ بحفظ القرآن الكريم وصيانته عن الزيادة والنقصان لدُسّ فيه ما ليس منه ، كما دُسّ في الكتب المتقدّمة المنزلة من عند الله ، فلم يبقَ فيها سوىٰ مادخل عليها من ركيك الكلام وباطل القول ، ولكن الكتاب الكريم قد نفىٰ كلّ غريب ، وسلم من الشوائب والدخل ، فلم يبق إلّا كلام الربّ سليماً صافياً محفوظاً.
٢ ـ نفي الباطل بجميع أقسامه عن الكتاب
الكريم بصريح قوله تعالىٰ : ( وَإنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ *
لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )
( فصلت ٤١ : ٤١ ـ ٤٢ ).
والتحريف من أظهر مصاديق الباطل المذكور
في الآية ، وعليه فالقرآن مصونٌ عن التحريف وعن أن تناله يد التغيير منذ نزوله وإلى يوم القيامة ، لأنّه تنزيلٌ من لدن حكيم حميد ، ويشهد لدخول التحريف في الباطل