إنّ تقوى ربّنا خير نفل |
|
وبإذن الله ريثي وعجل |
شبّه لبيد الثّواب الّذي وعده الله عباده على التقوى بالنفل ، وهو ما يعده الإمام المجاهد تحريضا على اقتحام الحرب ، فاستعار النفل نه على طريق الاستعارة التصريحيّة ، وأخبر به عن التّقوى ، لأنّها سببه. ويجوز استعارة النفل للتقوى بجامع النفع. وريثي : بطئي ، وعجل : أي عجلي ، فحذفت الياء لوزن الشعر. وفي المصباح : النّفل :الغنيمة : والجمع أنفال ، مثل سبب وأسباب ، والنّفل بسكون الفاء :مثله.
(وَجِلَتْ) وجل بالكسر في الماضي ، يؤجل بالفتح في المضارع ، وفيه لغة أخرى ، وهي وجل بفتح الجيم في الماضي ، وكسرها في المضارع ، فتحذف الواو ، كوعد يعد.
الاعراب :
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) كلام مستأنف مسوق لتقرير تشريع الغنيمة في الجهاد ، ويسألونك فعل مضارع وفاعل ومفعول به ، والضمير الفاعل هو من سأل هذا السّؤال ، ممن حضروا غزوة بدر. وسأل يكون تارة لا قتضاء معنى في نفس المسئول ، فيتعدى الى الثاني بعن ، كهذه الآية ؛ وقد يكون لاقتضاء مادة أو مال ، فيتعدّى لاثنين نحو سألت زيدا مالا. وعن الأنفال متعلقان بيسألونك كما تقدم ، وقل فعل أمر والأنفال مبتدأ ولله خبره والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول والرسول عطف على الله (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) الفاء