والشمس طالعة ، فجاء زيد ليس بحال ، فتعطف عليه جملة حال ، وإنما هذه الواو مغايرة لواو العطف بكل حال ، وهي قسم من أقسام الواو ، كما تأتي للقسم ، وليست فيه للعطف إذا قلت : والله لتخرجنّ. أما قوله : «فخبيث» فليس بخبيث ، وذلك أنه بناه على أن الجملة الاسمية إذا كان فيها ضمير ذي الحال فإن حذف الواو منها شاذ ، وتبع في ذلك الفراء ، وليس بشاذّ ، بل هو كثير وقوعه في القرآن وفي كلام العرب ، نثرها ونظمها ، وهو أكثر من رمل يبرين وفلسطين.
وقد ذكرنا كثرة مجيء ذلك في شرح التسهيل. وقد رجع الزمخشري عن هذا المذهب إلى مذهب الجماعة».
تعقيب على كلام أبي حيان :
أقول : لا يخلو ردّ أبي حيان من تهافت ، فقد تعقب عليه بأن أصل الواو العطف ، ثم استعيرت لربط الحال بعاملها ، كما أن الفاء أصلها العطف ، ثم استعيرت لربط الجزاء بالشرط.
الفاء العاطفة :
الفاء للترتيب. وهو إما معنوي كما في : «قام زيد فعمرو» وهو أن يكون ما بعدها حاصلا بعد ما قبلها في الواقع. أو ذكريّ وهو عطف مفصّل على مجمل ، نحو : «فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه». وهو أن يكون ما بعدها حاصلا بعد ما قبلها في اللفظ فقط ، وأما في الواقع فتارة يكون حاصلا معه في آن واحد أو قبل ما قبلها. وقال الفراء : إنها لا تفيد الترتيب مطلقا.