يقول الدكتور : منذ سنوات وأنا أحبّ أن أعرف معنى هذه الحروف التي تبدو في الظاهر أنّها مقطّعة وتتصدّر بعض السور. وعلى الرغم من رجوعي إلى تفاسير مشاهير المفسّرين فلم أعثر لديهم على جواب مقنع ، فاستنعت بالله واتّكلت عليه وبدأت بحثي:
خطر لي مرّة أنّه ربما تكون هناك علاقة بين هذه الحروف وحروف كلّ سورة تتصدّرها. غير أنّ دراسة الحروف النيّرة الأربعة عشر كلّها ضمن حروف سور القرآن المائة وأربعة عشر واستخراج نسبة كلّ حرف والحسابات الكثيرة الأخرى لم تكن من الأمور التي يمكن إجراؤها دون الاستعانة بالعقول الإلكترونية. لذلك شرعت أوّلا بتعيين تلك الحروف منفردة في جميع سور القرآن ، ثمّ تعيين مجموع حروف كلّ سورة ، وأعطيتها جميعا إلى العقل الإلكتروني مع رقم كلّ سورة (لغرض القيام بالحسابات المعقّدة المطلوبة فيما بعد). لقد استغرق هذا العمل مع مقدّماته سنتين من الزمان.
ثمّ عملت على العقل الإلكتروني لإجراء تلك الحسابات مدّة سنة كاملة.
كانت النتائج لامعة جدّا ، وكشف الستار لأوّل مرّة في تاريخ الإسلام عن حقائق مذهلة أكّدت إعجاز القرآن (إضافة إلى أمور أخرى) من الناحية الرياضية ونسبة حروف القرآن.
لقد أوضحت لنا حسابات العقل الإلكتروني نسبة وجود كلّ من الحروف الأربعة عشر في كلّ سورة من سور القرآن المائة وأربعة عشر.
فمثلا بالحسابات وجدنا أن نسبة حرف القاف ، وهو أحد الحروف النورانية في القرآن في سورة «الفلق» تحوز أعلى نسبة (٧٠٠ خ) وتحوز المرتبة الأولى بين سور القرآن، طبعا باستثناء سورة «ق». بعدها تأتي سورة «القيامة» التي يبلغ فيها عدد حروف القاف بالنسبة إلى حروف السورة (٩٠٧ خ) ، ثمّ تأتي سورة «والشمس» ونسبتها (٩٠٦ خ).