لخطاب المبطئين والمنافقين الذين تثاقلوا وتخلفوا عن الجهاد. وإن حرف مشبه بالفعل ومنكم متعلقان بمحذوف خبر مقدم لمن اللام المزحلقة وفائدتها التأكيد ومن اسم موصول في محل نصب اسمها المؤخر وليبطئن اللام جواب قسم محذوف وتقدير الكلام : وإن منكم لمن أقسم ليبطئن ، والقسم وجوابه صلة الموصول ويبطئن هنا يجوز أن يكون لازما ويجوز أن يكون متعديا والمفعول محذوف أي : ليبطئنّ غيره أي يثبّطه ويبعث في نفسه الجبن والهلع ، وهؤلاء شر من الأعداء ، وفي جعلهم منهم تعميم اقتضاه الظاهر ، والواقع أنهم عدو لكم. ولاحظ أن صلة الموصول نفسها هي جواب القسم ، وكلتاهما لا محل لها من الاعراب (فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ : قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ) الفاء استئنافية وإن شرطية وأصابتكم فعل ماض في محل جزم فعل الشرط ومصيبة فاعل وجملة قال في محل جزم جواب الشرط وجملة قد أنعم الله علي في محل نصب مقول القول (إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً) إذ ظرف لما مضى من الزمن متعلق بأنعم ولم حرف نفي وقلب وجزم وأكن فعل مضارع ناقص واسمها مستتر تقديره أنا ومعهم ظرف مكان متعلق بمحذوف حال وشهيدا خبر أكن.
البلاغة :
١ ـ الطباق بين ثبات وجميعا. أي انهدوا للعدو وتصدوا له سرايا متعاقبه أو كواكب مجتمعة ، فالتباطؤ ديدن المنافقين.
٢ ـ المجاز المرسل في خذوا حذركم ، والعلاقة هي السببية ، لأن الحذر ـ وإن كان لا يمنع القدر ـ هو الآلة التي يقي بها الإنسان نفسه ، ويعصم روحه.