لما كان ربي بمعنى مالكي و (خير) بالنصب حال لازمة أو بتقدير أمدح أو أعني وليس بيانا
ولا نعتا لأنه نكرة والمتبوع معرفة والقول بأنه بدل مبني على غير الغالب إذ الغالب
في البدل الجمود على أن ابن هشام الأنصاري قال في حد النعت في القطر والشذور هو
التابع المشتق أو المؤول به قال في شرح القطر والمشتق والمؤول به مخرج لبقية
التوابع فإنها لا تكون مشقة ولا مؤولة بالمشتق اه وحيث أمكن غير البدل فلا حاجة
إليه على هذا وأضعف من هذا قول من قال إنه بدل بعد بدل إذ تعدد البدل غير مرضي عند
الجمهور و (مالك) مضاف إليه وليس تكرار مالك هنا بإيطاء لاختلافهما
بالتعريف والتنكير فإن الأول علم والثاني صفة ولهذا يكتب الأول بغير ألف والثاني
بالألف تفرقة بينهما وإنما هو من محاسن البديع إذ هو من الجناس التام لتوافقهما في
أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها ولكونهما من نوع واحد يسمى متمائلا أيضا و
(مصليا) حال مقدرة إذا قلنا أنها من فاعل أحمد كما سيجيء والحال
المقدرة هي المستقبلة كمررت برجل معه صقر صائدا به غدا أي مقدرا ذلك ومنه ادخلوها
خالدين قاله في المغني و (على الرسول) متعلق بمصليا والرسول بمعنى المرسل قليل و (المصطفى) نعت للرسول مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وأصله
المصتفى قلبت تاء الافتعال فيه طاء لمجاورتها حرف الصفير و (آله) معطوف على الرسول والهاء المتصلة به مضاف إليه و (المستكملين) بكسر الميم جمع مستكمل اسم فاعل من استكمل بمعنى تكمل نعت لآله وعلامة جره
الياء واسم الفاعل المقرون بأل وتثنيته وجمعه يعمل عمل فعله بلا شرط فيرفع الفاعل
وينصب المفعول إن كان فعله متعديا ويقتصر على رفع الفاعل إن كان فعله لازما وأل في
المستكملين اسم موصول على الأصح ظهر إعراب محلها فيما بعدها لكونها على صورة الحرف
وفي المستكملين ضمير مستتر يعود على آل مرفوع على الفاعلية و (الشرفا) بفتح الشين مفعول المستكملين وقال ابن خطيب المنصورية في شرحه وفي بعض
النسخ الشرفا بضم الشين فيكون صفة أخرى ويكون مفعول المستكملين محذوقا تقديره
المستكملين كل شرف أو كل المجد ونحوه انتهى والألف على الأول للإطلاق بخلاف
الثاني. (وأستعين) فعل مضارع والسين فيه للطلب وأصله استعون بكسر الواو
نقلت حركة الواو إلى ما قبلها فقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وفاعله
مستتر فيه وجوبا و (الله) منصوب باستعين و (في ألفيه) بسكون اللام نسبة إلى ألف متعلق باستعين على تضمين في
الفعل أو مجاز في الحرف أو على لغة قليلة و (مقاصد) مبتدأ على تقدير مضاف و (النحو) مضاف إليه و (بها) متعلق بمحوية والباء بمعنى في و (محويه) خبر المبتدأ وهي اسم مفعول من حوى يحوي وأصلها محووية اجتمع فيها الواو
والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو الثانية ياء وأدغمت الياء في الياء
وقلبت الضمة كسرة ونائب الفاعل مستتر فيها يعود إلى مقاصد والتقدير جل مقاصد النحو
محوية فيها وإنما قدرنا هذا المضاف ليلتئم مع قوله آخرا.
______________________________________________________
الاصطلاحي (تقتفي) من القفو وهو الاتباع يقال قفوت فلانا إذا تبعت أثره
وضمنه معنى تسلك (بمتأملها) أي الناظر فيها (جادة) بالجيم أي معظم طريق (الصواب)
وهو ضد الخطأ (وتطلعه) أي توقفه (في الأمد) أي الزمن (القصير) خلاف الطويل ولو قال
القليل بدل القصير لكان أنسب لكثير في قوله (على نكت كثير) بالإضافة والنكت
بالمثناة جمع نكتة وهي الدقيقة (من الأبواب) جمع باب ويجمع أيضا على أبوبة
للازدواج كقول ابن مقبل :
هتاك أخبية
ولاج أبوبة
يخالط البر منه
الجد واللينا (عملتها) بكسر الميم (عمل) بفتحها (من طب لمن حب) لغة في أحب والأصل
كعمل من طب لمن أحب والمراد أنني بالغت في النصح فجعلت هذه الفوائد لطلبة العلم
كما يجعل الطبيب الحاذق الأدوية النافعة لمحبوبه والغرض من هذا التشبيه بيان كمال
الاجتهاد في تحصيل المراد وإلا فقد قال الأطباء الأب لا يطب ولده والمحب لا يطب
حبيبه والعاشق لا يطب معشوقه (وسميتها) أي الفوائد الجليلة (بالإعراب) لغة وهو
البيان (عن قواعد الإعراب) اصطلاحا وهو علم النحو وفي هذه التسمية من البديع
التجنيس التام اللفظي والخطي (ومن الله استمد) أي أطلب المدد قدم معموله عليه
لإفادة الحصر و (التوفيق) خلق قدرة الطاعة في العبد وضده الخذلان (والهداية)
الإرشاد والدلالة وضدها الغواية