المصدر منحلا بحرف مصدري. وهل الباء للاستعانة أو للمصاحبة أو الملابسة كما في قوله تعالى : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) [المؤمنون : ٢٠] استظهر الزمخشري الثاني و (الله) مجرور لأنه مضاف إليه وهل الجار له المضاف أو معنى اللام ذهب سيبويه إلى الأول والزجاج إلى الثاني و (الرحمن) نعت لله و (الرحيم) نعت بعد نعت هذا هو المشهور. وقال في المغني الرحمن بدل لا نعت والرحيم بعده نعت له لا نعت اسم الله إذ لا يتقدم البدل على النعت اه وهذان القولان مبنيان على أن الرحمن علم أو صفة قال بالأول الأعلم وابن مالك وبالثاني الزمخشري وابن الحاجب. قال في المغني والحق قول الأعلم وابن مالك اه ويظهر أثر الخلاف في الجار للرحمن ما هو فعلى القول بأنه نعت يجري فيه الخلاف في التابع للمجرور في غير البدل أهو مجرور بما جر المتبوع أو بنفس التبعية والأصح منهما الأول وعلى القول بأنه بدل يكون مجرورا بمحذوف ممائل للعامل في المتبوع لما تقرر أن البدل على نية تكرار العامل على الصحيح. (قال) فعل ماض أجوف عينه واو أصله قول بفتح الواو قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ومن حكم القول وما تصرف منه أنه لا ينصب إلا جملة أو مفردا يؤدي معنى الجملة كقلت قصيدة وشعرا وكذا المفرد المراد به مجرد اللفظ على الصحيح كقلت كلمة (محمد) فاعل قال وهو علم منقول من اسم مفعول حمد بتشديد الميم و (هو) مبتدأ و (ابن) خبره وكان حق ابن أن يتبع محمد على أنه نعت له ولكنه قطعه عنه وجعله خبرا لضميره وإنما يجوز ذلك إذا كان المنعوت معلوما بدون النعت حقيقة أو ادعاء وحيث قطع فإن كان لمدح أو ذم وجب حذف العامل وإن كان لغير ذلك جاز قال الشاطبي وقول الناظم هو ابن مالك بالقطع وإظهار المبتدأ أتى به كذلك لأن الصفة التي هي ابن مالك صفة بيان وذلك فيها جائز وإن كان قليلا والأكثر الاتباع في نعوت البيان انتهى.
و (ملك) مضاف إليه وهو علم منقول من اسم فاعل و (أحمد) بفتح الميم مضارع حمد بكسرها من باب علم يعلم وفاعله مستتر فيه وجوبا وكان مقتضى الظاهر أن يقول يحمد بياء الغيبة ولكنه التفت من الغيبة إلى التكلم واختار هو وغيره مادة الحاء الحلقية والميم الشفوية والدال اللسانية في استعمالها في الثناء على رب البرية حتى لا يخلو مخرج من نصيبه من ذلك بالكلية و (ربي) منصوب على المفعولية وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الباء الموحدة منع من ظهورها اشتغال آخر الكلمة بحركة المناسبة وياء المتكلم في موضع جر بإضافة رب إليها واجتمع في قوله أحمد ربي الإعراب اللفظي والتقديري والمحلى فأحمد إعرابه لفظي ورب إعرابه تقديري وياء المتكلم إعرابه محلى قال الكافيجي رحمهالله تعالى والفرق بين التقديري والمحلى أن المانع في التقديري هو الحرف الأخير من الكلمة كألف الفتى والمانع في الإعراب المحلى هو الكلمة بتمامها كأنا وأنت اه و (الله) بالنصب عطف بيان لرب لكونه أوضح من المتبوع أو بدل منه لأن نعت المعرفة إذا تقدم عليها أعرب بحسب العوامل وجعلت المعرفة بدلا منه كقوله تعالى : (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم : ١٠] الله في قراءة الجر والأول هنا أولى لأن المبدل منه إنما يؤتى به توطئة لذكر البدل ولأنه في حكم الطرح غالبا ولا يخفى أن الناظم أشد اعتناء بالمتبوع حيث أعقبه بقوله خير مالك
______________________________________________________
يكن من شيء بعد (حمد الله) بدأ بالحمد تأدية لحق شيء مما وجب عليه والجلالة اسم للذات المستجمع لسائر الصفات (حق حمده) أي واجب حمده الذي يتعين له ويستحقه كمال ذاته وقدم صفاته وتقدس أسمائه وعموم آلائه وانتصابه على المفعولية المطلقة (والصلاة والسّلام) بالجر عطفا على حمد الله (على سيدنا) متعلق بالسلام على اختيار البصريين ومتعلق الصلاة محذوف تقديره عليه ولا يجوز أن يتعلق المذكور بالصلاة لأنه كان يجب ذكر المتعلق بالسلام على الأصح وفي نسخة (وعبده) وهو معطوف على سيدنا وفيه من أنواع البديع المطابقة (محمد) بدل من سيدنا لأن نعت المعرفة إذا تقدم عليها أعرب بحسب العوامل وأعربت المعرفة بدلا وصار المتبوع تابعا كقوله تعالى : (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم : ١] الله في قراءة الجر نص على ذلك ابن مالك (و) على (آله) هم كما قال الشافعي أقاربه المؤمنون من بني هاشم والمطلب ابني عبد مناف (من بعده) أي من بعد محمد وأشار بذلك إلى أن الصلاة على الآل مترتبة وتابعة للصلاة على محمد صلىاللهعليهوسلم (فهذه فوائد) جملة مقرونة بالفاء على أنها جواب إن وأشار بهذه إلى أشياء مستحضرة في ذهنه والفوائد جمع فائدة وهي ما يكون الشيء به أحسن حالا منه بغيره (جليلة) أي عظيمة في قواعد جمع قاعدة وهي قضية كلية يتعرف منها أحكام جزئياتها (الإعراب)