مع أنّ الثابت
تاريخياً انّ أبا بكرة التحق بالنبي صلىاللهعليهوآله والإسلام في السنة الثامنة بعد فتح مكة وانتهاء النبي صلىاللهعليهوآله من معركة حنين ، فكان عمر الحسن عليهالسلام آنذاك خمس سنين.
وعلى ذلك كيف أمكن
لأبي بكرة أن يرى الحسن عليهالسلام على ظهر النبي صلىاللهعليهوآله أو على عنقه أثناء الصلاة ؟ وكيف تأتى
له أن ينظر إلى رجلي الحسن يقلبهما على ظهر الرسول صلىاللهعليهوآله مع أنّ تعدّد المناسبات يكشف عن صدور
ذلك في أوقات متفرّقة لا في أوقات متقاربة جداً.
وفي وقت صدور مثل ذلك
عن الحسن عليهالسلام لما كان عمره الثانية أو الثالثة لم يكن أبو بكرة بعد قد التحق بالإسلام.
الملاحظة الثالثة : إنّي لم أقف على رواية
لأبي بكرة في فضائل الإمام الحسن عليهالسلام غير هذه ، بل ولا شيء من فضائل أهل
البيت عليهمالسلام ، فإنّه لم يذكر له في الفضائل إلّا هذه الرواية كما في كتاب المسند الجامع
، وكذلك في غيره ، من الكتب التي تعرّضت لذكر الفضائل كالطبقات الكبرى لابن سعد وغيره.
فهل يا ترى لم يسمع
أبو بكرة شيئاً من فضائل الحسن عليهالسلام إلّا هذه الرواية خلال تلك الفترة التي قضاها مع النبي صلىاللهعليهوآله ، مع أنّه رواها بأنحاء متعدّدة وروى أنّه سمعها من النبي صلىاللهعليهوآله مرات متعدّدة ، فكأنّه مدّة بقاءه مع
النبي صلىاللهعليهوآله ، لم يكن همّه إلّا سماع هذا الخبر ليرويه وقت الحاجة ، وأمّا غيره فلا يهمّه ، أو انّه لم
يرق له أن يروي غيرها ؟ أو انّه اكتفى بوضع هذا الخبر ؟ أو انّه لم يطلب منه أن يضع إلّا ذلك ؟ أو ان من وضع هذا الخبر على لسان أبي بكرة اكتفى بذلك ؟
الملاحظة الرابعة : انّه مع تكرار النبي صلىاللهعليهوآله له كيف خفى على مثل أبي هريرة ـ الذي لم يبق ولم يذر في النقل حيث ضبطت أحاديثه فبلغت خمسة آلاف وثلاث مائة وأربعة وسبعين حديثاً ـ ؟ وأمّا ما أشرنا إليه سابقاً من أنّه رواها
فقد