أما في الإضافة اللفظيّة ، فيجوز اقتران المضاف بـ «أل» ، إذا كان المضاف وصفا مثنّى ، نحو «الضاربي زيد» ، أو مجموعا جمع مذكّر سالما ، نحو : «الضاربي زيد». وإذا لم يكن المضاف وصفا مثنّى أو مجموعا ، فيشترط لاقترانه بـ «أل» أن يكون المضاف إليه فيه «أل» ، نحو : «الجعد الشعر» ، أو أن يكون مضافا إلى ما فيه «أل» ، نحو : «الضارب رأس الرجل» ، أو يكون مضافا إلى ضمير ما فيه «أل» ، نحو : «مررت بالرجل الضارب غلامه».
ح ـ جواز حذف تاء التأنيث من آخر المضاف : وقد مثّل النحاة عليه بالآية : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ ، وَإِقامَ الصَّلاةِ ، وَإِيتاءَ الزَّكاةِ) (الأنبياء : ٧٣) ، والأصل : «إقامة الصلاة».
ط ـ استفادة المضاف من المضاف إليه وجوب التصدير : وذلك إذا كان المضاف إليه واجب الصدارة ، أي إذا كان من ألفاظ الاستفهام والشرط وغيرها الواجبة الصدارة. ولهذا وجب تقديم المبتدأ في نحو : «كتاب من معك؟» ، والخبر في نحو : «مساء أيّ يوم زواجك؟» والمفعول به في نحو : «كتاب من تقرأ؟» ، والجارّ والمجرور في نحو : «من غلام أيّهم أفضل؟».
ي ـ تأنيث المذكّر : قد يكتسب المضاف المذكّر من المضاف إليه المؤنّث تأنيثه ، بشرط أن يكون المضاف صالحا للاستغناء عنه عند سقوطه بالمضاف إليه ، وذلك في خمسة مواضع :
١ ـ أن يكون المضاف بعضا للمضاف إليه المؤنّث ، وهو مؤنث في المعنى ، نحو : «جاءت بعض الفتيات» ، فـ «بعض الفتيات» فتاة ، والفتاة مؤنّث.
٢ ـ أن يكون المضاف بعضا للمؤنّث ، وهو مذكّر ، ومنه قول الأعشى :
وتشرق بالقول الذي قد أذعته |
كما شرقت صدر القناة من الدّم |
حيث أنّث الفعل «شرقت» لإضافة فاعله المذكّر «صدر» إلى المؤنّث «القناة» بعد اكتسابه التأنيث منه.
٣ ـ أن يكون المضاف وصفا في المؤنّث ، نحو قراءة أبي العالية : (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ). (الأنعام : ١٥٨).
٤ ـ أن يكون مضافا إلى مؤنّث ، وليس شيئا من الأنواع الثلاثة السابقة ، نحو قول مجنون ليلى :
وما حبّ الديار شغفن قلبي |
ولكن حب من سكن الديارا |
حيث اكتسب المضاف «حب» التأنيث من المضاف إليه «الديار» ، ولهذا أنّث الفعل «شغفن».