أسماء الأصوات والحروف.
٣ ـ أنواعه : الاشتقاق عند بعضهم أربعة أنواع :
أ ـ الاشتقاق الأصغر ، أو الصغير ، أو العام ، وهو نزع لفظ من آخر آصل منه ، بشرط اشتراكهما في المعنى والأحرف الأصول وترتيبها. كاشتقاقك اسم الفاعل «ضارب» واسم المفعول «مضروب» والفعل «تضارب» وغيرها من المصدر «الضرب» على رأي البصريّين ، أو من الفعل «ضرب» على رأي الكوفيّين. وهذا النوع من الاشتقاق هو أكثر أنواع الاشتقاق ورودا في اللغة العربيّة ، وأكثرها أهمّيّة ؛ وعليه تجري كلمة «اشتقاق» إذا أطلقت دون تقييد.
ب ـ الاشتقاق الأكبر ، أو الإبدال اللغويّ : هو الاشتقاق الكبير عند ابن جنّي (انظر : ج) ، وعند غيره : إقامة حرف مكان آخر في الكلمة ، نحو : «طنّ ودنّ ، نعق ونهق.
السراط والصراط». وهو نوعان : صرفيّ ولغويّ (انظر : الإبدال (٢)) وأغلب الظن أنّ الإبدال اللّغويّ ، في معظم شواهده ، أقرب إلى أن يكون ظاهرة صوتيّة من أن يكون ظاهرة اشتقاقيّة ، ومرده إلى تقارب الحروف المبدلة بالمخرج الصوتيّ والصفة الصوتيّة ، أو بأحدهما ، وإلى الخطأ في السمع ، والتصحيف ، واللثغة.
ج ـ الاشتقاق الكبير ، أو القلب اللّغويّ : هو ، عند ابن جنّي ، ويسميه الاشتقاق الأكبر ، أن يكون بين كلمتين : إحداهما أصل والثانية فرع ، تناسب في اللفظ والمعنى دون ترتيب الحروف ، نحو : «جذب وجبذ ، حمد ومدح ، اضمحلّ وامضحلّ». وقد أنكر بعض الباحثين هذا النوع من الاشتقاق متّهمين ابن جنّي بالتعسّف والتكلفّ ، لأنّ «الاعتقاد بصحة هذه النظريّة يترتّب عليه أمران : الأوّل أنّ لكل حرف من حروف العربيّة قيمة دلاليّة خاصّة لا يضيرها تغيّر موقع الحرف في اللفظة ، أو تغييره بحرف آخر من مخرجه.
والثاني أنّ صوت الحرف هو الذي يؤدّي إلى هذه القيمة الدلاليّة. وفي كلّ من هذين الأمرين ما فيه من مجافاة للواقع ، وحدّ لمدلولات اللغة». وأغلب الظن أنّ بعض أمثلة هذا القلب اللغويّ في الحروف يعود إلى أسباب عدّة ، منها الاختلاف في التقديم والتأخير ، (نحو : صاعقة وصاقعة) ، والاضطرار في بعض المواضع بسبب السجع ، أو القافية ، أو الإتباع ، وغلط الرواة ، واضطراب الحروف على اللسان (نحو : لعمري ورعملي) ، والرّغبة في تخفيف اللفظ ، أو التفنّن فيه.
د ـ الاشتقاق الكبّار ، أو النحت