وهذا الرابط يكون :
أ ـ ضميرا مستترا ، نحو : «الولد يدرس» أي : يدرس هو.
ب ـ ضميرا ظاهرا ، نحو : «زيد خلقه كريم».
ج ـ ضميرا مقدّرا ، نحو : «العنب الرطل بعشرين ليرة» (١) ، والتقدير : «الرطل منه».
د ـ اسم إشارة يشير إلى المبتدأ ، كقوله تعالى : (وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ) (الأعراف : ٢٦).
ه ـ لفظ المبتدأ نفسه ، نحو : «الحرية ما الحرية؟» (٢).
١٠ ـ تطابق المبتدأ والخبر : يتطابق المبتدأ والخبر تذكيرا وتأنيثا وإفرادا وتثنية وجمعا ، فتقول : «الطالب مجتهد» ، و «الطالبة مجتهدة» ، و «الطالبان مجتهدان» و «الطالبتان مجتهدتان» ، و «الطلاب مجتهدون» ، و «الطالبات مجتهدات».
١١ ـ تعدّد الخبر : قد يتعدّد الخبر والمبتدأ واحد ، نحو : «جبران أديب رسّام شاعر» (٣).
١٢ ـ حذف الخبر : الخبر هو الركن الثاني بعد المبتدأ في الجملة الاسميّة ، وبه نحكم على المبتدأ. لذلك فالأصل ذكره ، لكنه قد يحذف جوازا أحيانا ووجوبا أحيانا أخرى.
أمّا الحذف الجائز ، فلا يكون إلّا إن دلّ عليه دليل. ويكون ذلك في جواب عن سؤال ، نحو قولك : «زيد» (٤) ، ردّا على من يسألك : «من في القاعة؟» ، أو بعد «إذا» الفجائيّة ، نحو : «خرجت فإذا معلّمنا (٥)» (والتقدير : فإذا معلّمنا موجود أو منتظر ...). أمّا الحذف الواجب ، فيكون في مواضع عدّة ، أهمها :
أ ـ بعد «لولا» إذا كان الخبر كونا مطلقا (٦) ، نحو : «لو لا الحكم لسادت
__________________
(١) «العنب» مبتدأ أوّل مرفوع ... «الرطل» مبتدأ ثان مرفوع ... «بعشرين» جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلّق بخبر المبتدأ الثاني المحذوف ، والتقدير : الرطل منه.
والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل. «ليرة» تمييز منصوب.
(٢) «الحرية» مبتدأ أوّل مرفوع بالضمّة. «ما» اسم استفهام مبنيّ في محل رفع خبر مقدّم. «الحرية» مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة. وجملة «ما الحريّة» في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل.
(٣) «جبران» مبتدأ مرفوع ... «أديب» خبر أوّل مرفوع ... «رسّام» خبر ثان مرفوع ... «شاعر» خبر ثالث مرفوع. ولك أن تعرب «رسّام» صفة أولى للخبر «أديب» و «شاعر» صفة ثانية لـ «أديب» أو صفة لـ «رسام». لكنك إن قلت :
«التعليم أدبي هندسي تجاري» لا تستطيع إعراب الخبرين : الثاني والثالث صفة للخبر الأوّل لأن المعنى لا يستقيم.
(٤) «زيد» مبتدأ مرفوع وخبره محذوف ، والتقدير : زيد موجود ـ أو كائن ـ في القاعة.
(٥) وفي هذه الحالة وسابقتها يجوز ذكر الخبر ، فتقول :
«زيد في القاعة» و «خرجت فإذا معلّمنا موجود».
(٦) أمّا إذا كان الخبر كونا خاصّا ، فيجب ذكره إن لم ـ ـ يدل عليه دليل ، نحو : «لو لا السفينة واسعة لما استعملت للنقل» ، فكلمة «واسعة» خبر من نوع الكون الخاص ، الذي لا دليل يدل عليه عند حذفه ، ولذا يجب ذكره. أما إذا كان الخبر كونا خاصّا يدل عليه دليل ، فيصح فيه الحذف والذكر ، نحو : «الصحراء خالية من الماء فلولاه لأنبتت» ، أي «... لو لا الماء موجود لأنبتت».