التي تعرّف ، أم اللام وحدها ، أم الهمزة وحدها؟ والرأي الأشهر أنها كلّها
هي حرف التعريف. وهي قسمان :
أ ـ أل
العهديّة وهي «التي تدخل على النكرة فتفيدها درجة من التعريف تجعل مدلولها فردا
معيّنا بعد أن كان مبهما شائعا ، وتكون إمّا للعهد الذّكريّ ، وهي ما سبق لمصحوبها
ذكر في الكلام ، نحو : «نزل مطر ، فأنعش المطر أرضنا» ؛ وإمّا للعهد الحضوريّ ،
وهو ما يكون مصحوبها حاضرا وقت الكلام ، نحو : «سيحضر معلّمي اليوم» ، أي اليوم
الحاضر الذي نحن فيه ؛ وإمّا للعهد الذهنيّ أو العلميّ ، وهي ما يكون مصحوبها
معهودا في الذهن ، فينصرف الفكر إليه بمجرّد النطق به ، نحو سؤالك زميلك : «هل
ذهبت إلى الجامعة؟» ، أو «هل أتى المحاضر؟» فـ «الجامعة» و «المحاضر» يعهدهما
ويعرفهما من تسأله.
والمعرّف بـ «أل»
العهديّة معرّف لفظا لاقترانه بها ، ومعنى لدلالته على معيّن.
ب ـ أل
الجنسيّة وهي الداخلة على نكرة تفيد معنى الجنس المحض من غير أن تفيد العهد ،
وتكون إمّا للاستغراق وإمّا لبيان الحقيقة. فأمّا التي للاستغراق ، فتكون إمّا
لاستغراق جميع أفراد الجنس ، نحو الآية : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ
ضَعِيفاً) (النساء : ٢٨) ، أي : كل فرد منه ؛ وإمّا لاستغراق جميع خصائصه ، نحو : «أنت
المعلّم» ، أي : اجتمعت فيك كل صفات المعلّم. وعلامة «أل» الاستغراقيّة أن يصلح
وقوع «كل» موقعها.
وأمّا «أل»
التي لبيان الحقيقة ، فهي التي تبيّن حقيقة الجنس وماهيّته وطبيعته ، ولذلك تسمّى «لام
الحقيقة والماهيّة والطبيعيّة» ، نحو : «الرجل أقوى من المرأة» ، أي : إنّ حقيقة
الرجل وجنسه أقوى من حقيقة المرأة وجنسها ، من غير أن يكون كل واحد من الرجال كذلك
، فقد يكون من النساء من تفوق قوة الكثير من الرجال. والمعرّف بـ «أل» الجنسيّة
نكرة معنى ، معرفة لفظا ، وتجري عليه أحكام المعارف كصحّة الابتداء به ، ومجيء
الحال منه. والجملة الموصولة به يجوز أن تكون نعتا له باعتباره نكرة في المعنى ،
أو حالا منه باعتباره معرفة في اللفظ ، نحو قول الشاعر :
وإنّي
لتعروني لذكراك هزّة
|
|
كما انتفض
العصفور بلّله القطر
|
فيجوز في جملة «بلّله
القطر» أن تكون نعتا لـ «العصفور» أو حالا منه.
٢ ـ أل الزائدة
: وهي التي ليست موصولة ، وليست للتعريف ، بل حرف يدخل على المعرفة أو النكرة فلا
يغيّر التعريف أو التنكير. وهي نوعان : أ ـ نوع تكون فيه