حذف المضاف إليه ، فإنّ المضاف يأتي على ثلاثة أوجه : الأوّل : يزول منه الإعراب والتنوين ويبنى على الضم ، نحو الآية : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) (الروم : ٤) ، أي : من قبل الغلب وبعده.
الثاني : يبقى إعرابه وتنوينه ، وهذا هو الوجه الأغلب ، نحو الآية : (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ ،) (الفرقان : ٣٩) ، أي : كل قوم.
والثالث : يبقى على حاله (١) ، كما كان مع وجود المضاف إليه ، بشرط أن يعطف عليه اسم عامل في مثل المحذوف ، وهذا العامل إمّا مضاف أو غير مضاف ، مثل : «أكلت ربع ونصف ما قدّم لي» (٢).
٧ ـ الفصل بين المتضايفين : يفصل بين المضاف والمضاف إليه على وجوه سبعة :
أ ـ أن يكون المضاف مصدرا ، والمضاف إليه فاعله ، والفاصل إمّا مفعوله أو ظرف ، نحو قراءة ابن عامر : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) (٣) (الأنعام : ١٣٧) ، ومثل : «ترك يوما نفسك مع هواها مضرّ» (٤).
ب ـ أن يكون المضاف وصفا ، والمضاف إليه المفعول الأول ، والفاصل إمّا مفعوله الثاني ، أو الظرف ، نحو الآية : (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) (٥) (إبراهيم : ٤٧) ، وكقول الشاعر :
فرشني بخير لا أكونن ومدحتي |
كناحت يوما صخرة بعسيل |
ج ـ أن يكون الفاصل قسما ، مثل : «قام غلام والله زيد».
د ـ أن يكون الفاصل هو معمول لغير المضاف ، كأن يأتي فاعلا لغير المضاف أو مفعولا به أو ظرفا ، كقول الشاعر :
أنجب أيام والداه به |
إذ نجلاه فنعم ما نجلا (٦) |
ومثل :
تسقي امتياحا ندى المسواك ريقتها |
كما تضمّن ماء المزنة الرّصف (٧) |
__________________
(١) أي يبقى الإعراب ويزول التنوين.
(٢) أي ربع ما قدم لي ونصف ما قدّم لي. حذف المضاف إليه بعد «ربع» وعطف عليه الاسم «نصف» مضافا إلى «ما قدّم لي».
(٣) «قتل» : مصدر أضيف إلى فاعله «شركاؤهم» والفاصل «أولادهم» مفعول به للمصدر مع مضاف إليه.
(٤) المصدر «ترك» أضيف إلى «نفسك». وفصل بينهما الظرف «يوما».
(٥) «مخلف» المضاف اسم فاعل. «رسله» المضاف إليه مفعول به أوّل لاسم الفاعل مع مضاف إليه ، والفاصل «وعده» مفعول به ثان لاسم الفاعل.
(٦) المضاف «أيام» والمضاف إليه «إذ نجلاه» والفاصل بينهما «والداه» فاعل «أنجب» الذي لا علاقة له بالمضاف.
(٧) «ندى» المسواك ريقتها». حيث فصل بين المضاف «ندى» والمضاف إليه «ريقتها» بمفعول به «المسواك» لغير ـ ـ المضاف. أي مفعول به لـ «تسقي».