ومذهب الكوفيين (١) جواز توكيد النكرة إن أفادت ، بأن كانت محدودة كيوم وليلة وشهر وحول ، بخلاف ما يصلح لقليل وكثير ، كحين ووقت وزمان.
وعن البصريين (٢) عموم المنع فلا يؤكّدون النكرة محدودة كانت أو غيرها. والصّواب مذهب الكوفيين ؛ إذ فيه رفع احتمال كما في المعرفة ، فقد استعمل ، كقوله :
٣٤٥ ـ لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب |
|
يا ليت عدّة شهر كلّه رجب (٣) |
__________________
الكوفيين لكون النكرة محدودة ، وممنوع عند البصريين فلا يؤكد به إلا المعرفة ، ويرون أنما ورد شاذ.
الثالث في : (الدهر أبكي أجمعا) فقد فصل بين المؤكّد والمؤكّد بقوله (أبكي).
الرابع في : (الدهر أجمعا) فقد أكد باجمع الدهر ، وهو غير مسبوق بكل كما هو الشرط. وقد استشهد به الشارح على الثلاثة الأولى.
شرح جمل الزجاجي لابن عصفور ١ / ٢٦٨ وشرح الكافية الشافية ١١٧٣ وشرح العمدة ٥٦٢ ـ ٥٦٣ ، ٥٦٥ والمساعد ٢ / ٣٨٩ ، ٣٩١ وشفاء العليل ٧٣٨ وابن الناظم ١٩٧ والمرادي ٣ / ١٦٧ والعيني ٤ / ٩٣ وشرح التحفة الوردية ٢٧٦ وشرح شواهد شرح التحفة ٣١٥ والخزانة ٢ / ٣٥٧.
(١) شرح الكافية الشافية ١١٧٧ والمرادي ٣ / ١٦٩.
(٢) انظر المرجعين السابقين.
(٣) البيت من البسيط ، لعبد الله بن مسلم الهذلي ، وليس في شرح أشعار الهذليين. وروي (حول) بدل (شهر) وصححها العيني.
الشاهد في : (شهر كلّه) حيث أكد النكرة شهر بكل ، وسوغ ذلك عند الكوفيين كون النكرة محدودة.
ابن الناظم ١٩٨ والعيني ٤ / ٩٦ والإنصاف ٤٥١ والتصريح ٢ / ١٢٥ والأشموني ٣ / ٧٧ والشذور ٥٠٩.