فيستحق ما لاسم الفاعل الأصلي من عمل ، ويقلّ هذا في فعيل ، كقوله :
٣٠٢ ـ فتاتان أمّا منهما فشبيهة |
|
هلالا وأخرى منهما تشبه البدرا (١) |
وأقلّ منه فعل ، أنشد سيبويه :
٣٠٣ ـ حذر أمورا لا تضير وآمن |
|
ما ليس منجيه من الأقدار (٢) |
__________________
(١) البيت من الطويل ، قاله عبيد الله بن قيس الرقيّات. ولم أجد هذا البيت في الديوان ، والذي فيه بيت من البسيط ١٣٨ ، قال :
تربين إحداهما كا الشمس إذ بزغت |
|
في يوم دجن وأخرى تشبه القمرا |
وفي صفحة ٣٤ من الديوان بيتان من قافية أخرى من الطويل ، وهما :
فتاتان أما منهما فشبيهة ال |
|
هلال والاخرى منهما تشبه الشمسا |
فتاتان في سعد السعود ولدتما |
|
ولم تلقيا يوما هوانا ولا نحسا |
الشاهد : في (شبيهة) صيغة مبالغة على وزن فعيل ، وقد عملت النصب في (هلالا) على المفعولية ، وقد اعتمدت على مبتدأ محذوف ، والتقدير : فهي شبيهة.
شرح الكافية ١٠٣٧ وشرح العمدة ٦٨٠ وشرح التسهيل ٢ / ١٥٢ وابن الناظم ١٦٤ وشفاء العليل ٦٢٤ والمرادي ٣ / ٢٣ والعيني ٣ / ٥٤٢.
(٢) البيت من الكامل ، ينسب لأبي يحيى اللاحقي. وقيل لابن المقفع. كما في الخزانة ٣ / ٤٥٧. وقيل : صنعه الأخفش لسيبويه.
الشاهد في : (حذر أمورا) فقد عملت صيغة المبالغة (حذر) وهي على وزن (فعل) النصب في (أمورا) وهي أقل من إعمال ما كان على وزن (فعيل) كما ذكر سيبويه ١ / ٥٨ وغيره ، وقد اعتمدت على مبتدأ محذوف تقديره : هو. وإن طعن في هذا البيت فقد وردت شواهد على إعمال (فعل) كما الشاهد الآتي.
سيبويه والأعلم ١ / ٥٨ والمقتضب ٢ / ١١٦ وشرح الجمل ١ / ٥٦٢ وشرح الكافية ١٠٣٨ وشرح العمدة ٦٨١ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٠٧ وابن الناظم ـ ـ