بما بعده ، ولا يصلح للفاعلية فلا يقال : كرم رجله ، ولا فضل عالمه.
ويجب نصبه إذا فصل بإضافة نحو : زيد أكرم الناس رجلا وأفضلهم ، فليتنبّه (١) لهذه القاعدة فهي من المغفول عنها عند الأكثر.
وتجيء بالتمييز (٢) منصوبا بعد كل ما دلّ على تعجب ، نحو أكرم بأبي بكر الصديق ـ رضياللهعنه ـ أبا! وما أكرمه أبا! ولله درّه فارسا! وحسبك به كافلا!
ولك أن تجرّ بمن ظاهرة كلّما نصب على التمييز إلّا تمييز العدد ، كـ (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً)(٣) وإلّا الفاعل في المعنى ، كطاب (٤) زيد نفسا.
وإن كان عامل التمييز غير فعل ، أو فعلا غير متصرف لم يتقدمه التمييز بإجماع ، وإن كان فعلا متصرّفا فمنعه سيبويه (٥)
__________________
(١) في ظ (وليتنبه).
(٢) في ظ (ويجر التمييز).
(٣) سورة يوسف الآية : ٤.
(٤) في ظ (نحو طاب).
(٥) سيبويه ١ / ١٠٥ قال : «وقد جاء من الفعل ما أنفذ إلى مفعول ولم يقو قوّة غيره مما قد تعدّى إلى مفعول ، وذلك قولك : امتلأت ماءا ، وتفقّأت شحما ، ولا تقول امتلأته ، ولا تفقّأته ، ولا يعمل في غيره من المعارف ، ولا يقدم المفعول فيه ، فتقول : ماءا امتلأت ، كما لا يقدم المفعول فيه في الصفات المشبهة ، ولا في هذه الأسماء ؛ لأنها ليست كالفاعل ؛ وذلك لأنه فعل لا يتعدى إلى مفعول ، وإنما هو بمنزلة الانفعال ، وإنما أصله امتلأت ـ ـ