وما رأيته تارة ظرفا وتارة غيره ، أي : يفارق الظرفية ويستعمل مخبرا عنه ، ومضافا إليه ، ومفعولا به ، فهو متصرّف ، وهو كثير ، كيوم وليلة وحين ومدّة.
وغير المتصرف هو ما لازم الظرفية كقط ، وعوض ، أو شبه الظرفية مما لا يخرج عنها إلا بدخول حرف جرّ ، كقبل ، وبعد ، ولدن ، وعند ، إذ تجرها (من) فقط.
ويحسن أن نقول : ينقسم ظرف الزمان إلى ثابت التصرف والانصراف كيوم ، ومنعهما (١) ، كسحر ، مجرّدا مقصودا به التعيين (٢) مكبرا. أو ثابت التصرف منفيّ [الانصراف كغدوة ، وبكرة علمين ، وثابت الانصراف منفي](٣) التصرف ، وهو ما عيّن من ضحى وسحير وبكيرة ونهار وليل وعتمة.
وينوب المصدر عن ظرف المكان قليلا ، كجلست قرب زيد ، وبعد عمرو ، ووسط (٤) القوم ، يقال : وسط المكان والجماعة وسطا ، أي صار بينهم. وعن ظرف الزمان كثيرا ، نحو : كان ذلك قدوم زيد ، وخلافة فلان ، وطلوع الشمس ، على تقدير حذف
__________________
(١) في ظ (ومنفيهما).
(٢) في ظ (اليقين). وسحر غير منصرف ، فلا يكون إلا ظرفا ، ومنع الصرف لشبهه العلم في كونه لمعين وعدل عن الألف واللام. والمراد بقوله علمين ، أي : مرادا بهما يوم بعينه ، فلم يصرفا لهذا وللتأنيث.
(٣) سقط ما بين [] من م.
(٤) بسكون السين مصدر ناب عن الظرف.