والتزم بنو تميم والطائيون حذف ما يعلم ، وأجازه والإثبات الحجازيون ، فمن حذفه : (قالُوا لا ضَيْرَ)(١)(وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا)
__________________
ولم يورد الزمخشري في مفصله إلا عجزه فسلم من ذلك الغلط ولكنه وقع في غلط آخر ، وهو أنه نسبه لحاتم الطائي ، كما غلط الجرمي إذ نسب البيت كله لأبي ذؤيب. والصواب أنه لرجل جاهلي من بني النبت ، اجتمع هو وحاتم والنابغة الذبياني عند ماوية بنت عفزر خاطبين لها ، فقدمت حاتما عليهم وتزوجته ، فقال هذا الرجل شعرا ، وأوله :
هلّا سألت النبيتيين ما حسبي |
|
عند الشتاء إذا ما هبّت الريح |
وردّ جازرهم حرفا مصرّمة |
|
في الرأس منها وفي الأصلاء تمليح |
وقال رائدهم سيّان ما لهم |
|
مثلان مثل لمن يرعى وتسريح |
إذا اللقاح غدت ملقى أصرّتها |
|
ولا كريم من الولدان مصبوح |
وجاء في ملحقات ديوان حاتم البيتان الثاني والأخير.
المفردات : جازرهم : هو الذي ينحر الإبل. حرفا : الناقة الضامرة الصلبة ، شبهت بحرف الجبل أو السيف. مصرّمة : الناقة المقطوعة الطبيين ، لييبس إحليلها فلا يخرج منه اللبن ، فيكون أقوى لها وأطيب للحمها. اللقاح : جمع لقوح ، وهي الناقة الحلوب. أصرّتها : جمع صرار ، وهو خيط يشدّ به رأس ضرع الناقة لئلا يرضعها ولدها ، ولا يلقى الخيط إلا حين لا يكون فيها لبن.
الولدان : جمع وليد ، وهو الصبي. مصبوح : اسم مفعول من الصبوح ، وهو شراب اللبن بالغداة.
الشاهد في : (لا كريم ... مصبوح) حيث ذكر خبر (لا) ؛ لأنه غير معروف ، فإذا لم يعرف وجب ذكره ، وبه جزم سيبويه وابن الناظم. ويجوز إعرابه صفة لاسم (لا) حملا على الموضع ، فيقدر الخبر (موجود) ونحوه ، للعلم به.
ديوان حاتم ٢٩٣ ـ ٢٩٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٥٦ والمقتضب ٤ / ٣٧٠ والإيضاح العضدي ٢٤٥ والبصريات ١ / ٤٩٢ وابن يعيش ١ / ١٠٧ وابن الناظم ٧٣ وشفاء العليل ٣٨١ والعيني ٢ / ٣٦٨ وتخليص الشواهد ٤٢٢.
(١) سورة الشعراء الآية : ٥٠. والتقدير : علينا أو في ذلك.