أي : منه. وإمّا لأنّ فيها](١) مشارا به إليه ، كقوله تعالى : [(وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ)(٢) أو متضمنا للمبتدأ ، كقوله تعالى (٣)] : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧٠))(٤) ومثله زيد نعم الرجل (٥). وإمّا لأنّ المبتدأ فيها (٦) معاد ، نحو : (الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢))(٧) و (الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ (٢))(٨). الثاني : أن تكون الجملة نفس المبتدأ معنى ، كنطقي (٩) الله
__________________
(١) سقط ما بين القوسين [] من ظ.
(٢) سورة الأعراف الآية : ٢٦.
لباس : مبتدأ أول ، وذلك مبتدأ ثان ، وخبره ، خير ، والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول ، والرابط اسم الإشارة (ذلك) الواقع مبتدأ ، وهو الشاهد.
(٣) سقط ما بين القوسين [] من ظ.
(٤) سورة الأعراف الآية : ١٧٠.
والشاهد في الآية (الذين ... إنا لا نضيع أجر المصلحين) فإن جملة (إنا لا نضيع) وقعت خبرا للمبتدأ الأول (الذين) ولم تشتمل على الرابط استغناء بالظاهر (المصلحين) والأصل : لا نضيع أجرهم ، أي الذين يمسكون بالكتاب. والله أعلم.
(٥) زيد مبتدأ ، والجملة الفعلية بعده خبره ، وصح الإخبار بالجملة وإن لم يكن فيها رابط ، لأن فاعل الجملة الخبرية (الرجل) عام يدخل تحته كل رجل ، ومن ضمنهم زيد الواقع مبتدأ.
(٦) في ظ (لأن فيها المبتدأ) بالتقديم والتأخير.
(٧) سورة الحاقة الآيتان : ١ ، ٢.
الحاقة ، مبتدأ أول ، وما ، مبتدأ ثان ، خبره الحاقة ، والجملة خبر الأول. والشاهد تكرار لفظ المبتدأ الأول (الحاقة) في الجملة الثانية ، فاكتفي بذلك عن الرابط.
(٨) سورة القارعة الآيتان : ١ ، ٢. الشاهد فيها كالآية السابقة.
(٩) في ظ (نحو نطقي).
نطقي مبتدأ أول ، واسم الجلالة مبتدأ ثان ، وحسب خبره ، والجملة خبر الأول ، واستغني عن الرابط ، لأن قولك : الله حسبي ، هو نطقك.