وشاهد الجواب قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)(١) بالرفع والنصب. وأمّا (أيّ) فستأتي (٢).
ويلزم كلّ موصول أن يعرف بصلة مشتملة على ضمير عائد إلى الموصول مطابق له في الإفراد والتذكير ، وفروعهما ، وشرطها كونها معهودة ، كجاء الذي عرفته ، أو بمنزلتها ، مثل : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ)(٣).
وصلة غير (أل) جملة خبرية من مبتدأ وخبر ، كالذي ابنه
__________________
الشاهد : في (ماذا يحاول) فقد استعمل (ذا) اسما موصولا بمعنى الذي ، خبر المبتدأ (ما) ويجوز العكس ، وجملة يحاول صلة ، والعائد ضمير محذوف تقديره : (يحاوله) ، وذلك لتقدم (ما) الاستفهامية ، ولا يصح أن تجعل (ماذا) اسم استفهام مفعولا به ليحاول مقدما لرفع البدل (نحب) إلا إذا قدر نحب خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : هو نحب ، ولا يصح أن تجعل (ماذا) مبتدأ ، ويحاول خبرا لعدم الرابط ، وقيل يجوز ، والرابط محذوف في محل نصب مفعول الفعل ، تقديره : يحاوله.
الديوان ٢٥٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٠٥ والأصول ٢ / ٢٦٤ ومعاني القرآن ١ / ١٣٩ والمخصص ١٤ / ١٠٣ والجمل ٣٤٩ وشرح الجمل لابن عصفور ٢ / ٤٧٩ والبحر المحيط ١ / ١١٩ و ٢ / ١٤٢ وابن الناظم ٣٥ والعيني ١ / ٧ و ٤٤٠ وابن يعيش ٣ / ١٤٩ و ٤ / ٢٣ والخزانة ٢ / ٥٥٦ واللامات ٥٠.
(١) سورة البقرة الآية : ٢١٩. وفي ظ زيادة (و) قبل الآية ، وهو خطأ.
برفع (العفو) على قراءة أبي عمرو ، على أن (ما) اسم استفهام مبتدأ ، و (ذا) موصول خبر ، و (ينفقون) بالرفع جواب السؤال ، كأنه قال : ما الذي ينفقون؟ فقال : (العفو). وعلى النصب وهي قراءة غير أبي عمرو ، التقدير : أنفقوا العفو ، على أن (ماذا) استفهام بمعنى أي ، أيّ شيء ينفقون؟ ، فكان الجواب (العفو) بالنصب. حجة القراءات ١٣٣ ـ ١٣٤ وابن الناظم ٣٥.
(٢) في ظ (وتأتي).
(٣) سورة طه الآية : ٧٨.