٤٥ ـ عدس ، ما لعبّاد عليك إمارة |
|
أمنت وهذا تحملين طليق (١) |
قدّروه : والذي تحملين. وهذا عند البصريين اسم إشارة ، وتحملين حال. فإذا قلت : ماذا صنعت؟ وما ذا رأيت؟ وأنت لا تقصد بذا إشارة ، فيحتمل صلتها ويحتمل إلغاؤها ، ويظهر (٢) الاحتمال في البدل وفي الجواب إذا فرّغ ما بعد (ذا) من ضمير الاستفهام أو ملابسه ، تقول : ماذا صنعت أخيرا أم شرّا (٣)؟ بالنصب والرفع ، ففي النصب (ما) مفعول صنعت ، و (ذا) لغو ، وفي الرفع ما مبتدأ مخبر عنها بذا موصولة كقوله :
٤٦ ـ ألا تسألان المرء ما ذا يحاول |
|
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل (٤)؟ |
__________________
(١) من الطويل ، ليزيد بن مفرّغ الحميري ، وكان هجا عبّاد بن زياد بن أبيه كثيرا ، فسجنه طويلا ، فكلم فيه معاوية فأمر بإطلاقه ، وقدمت له فرس من خيل البريد فنفرت ، فقال الأبيات ، وفي الديوان (نجوت) بدل (أمنت).
الشاهد في : (ذا) فقد استعمله بمعنى الذي على رأي الكوفيين كما بين الشارح.
الديوان : ١٧٠ ومعاني القرآن للفراء ١ / ١٣٨ و ٢ / ١٧٧ وشفاء العليل ٨٧٧ وابن الناظم ٣٤ والعيني ١ / ٤٤٢ و ٣ / ٢١٦ و ٤ / ٣١٤ والخزانة ٢ / ٥١٤ و ٣ / ٨٩.
(٢) في ظ زيادة (أثر).
(٣) ويجوز أخير أم شرّ ، فعلى نصب (شرّ) يكون بدلا من (ما) الواقعة مفعول به لصنعت مقدما ، و (ذا) لغو. وعلى الرفع يكون بدلا من (ما) الواقعة مبتدأ خبرها (ذا) ، ويجوز أن تكون (ماذا) اسما واحدا مبتدأ ، خبره الجملة بعده ، والرابط الضمير الواقع مفعولا به والتقدير : صنعته.
(٤) من الطويل ، للبيد بن ربيعة العامري الصحابي الجليل يرثي النعمان بن المنذر. ـ ـ