فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ، وعن الأخرى أنها حذف مضاف أي خلقنا أباكم غير مصور ثم صورنا أباكم بعد اتخاذه غير مصور ثم قلنا للملائكة ، والمراد ثم إنا نخبركم بعد ذلك و (ثم) تفيد ترتيب [ظ ١٤٠] الإخبار لا ترتيب القول للملائكة على خلق أولاد آدم وتصويرهم.
قوله : (وحتى مثلها) يعني مثل (ثم) في إفادة الترتيب بمهلة ، وقال ركن الدين : هو بين (الفاء وثم) في المهلة ، ومنهم من جعلها كالواو في غاية الترتيب ، نحو : (قدم الحاج حتى المشاة) ، و (مات الناس حتى الأنبياء) ، وقال نجم الدين (١) : معنى الترتيب فيها ، أن الذي بعدها يجب أن يكون آخر الذي قبلها في القوة أو آخرها في الضعف ، فإذا ابتدأت من الجانب الأضعف كان الآخر وهو الذي بعدها أقواها نحو : (مات الناس حتى الأنبياء) ، وإذا ابتدأت من الجانب الأقوى كان الذي بعدها أضعفها ، نحو :
(قدم الحاج حتى المشاة) ، وأما الزمان فلا ترتيب فيه ، بل يجوز قدوم المشاة قبل الركبان أو معهم.
قوله : (ومعطوفها جزء من متبوعه ليفيد قوة أو ضعفا) ، لـ (حتى) العاطفة شروط :
أحدها : أن يكون معطوفها كجزء من متبوعه نحو : (ضربت القوم حتى زيدا) فإن لم تلفظ به لم تكن عاطفة نحو : (نمت البارحة حتى الصباح).
الثاني قوله : أن يكون معطوفها جزءا من متبوعه ، نحو : (أكلت السمكة
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ٢ / ٣٦٩ ، والعبارة منقولة بتصرف.