وقال الفراء : (١) هما باقيتان على الحرفية بعد دخول (من) عليهما ، وادعى أنه يجوز دخولها على سائر حروف الجر خلا (من) و (الباء) و (اللام) في.
قوله : (والكاف للتشبيه) ، نحو : (زيد كالأسد) أي مثله.
قوله : (وزائدة) ، نحو : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(٢) لأنها لو لم تزد لزم نفي مثل المثل ، وقوله :
[٧٤٧] وصاليات ككما يؤثفين (٣) |
|
... ـ |
وقال القزويني (٤) في الآية : ليست الكاف زائدة بل من باب الكناية ، لأنه إذا انتقى مثل المثل كان نفيا للمثل نفسه ، وقال أبو حيان : (٥) المثل يراد به الصفة ، والمعنى : ليس كصفته شيء ، وقال الرازي : (مثل) هي الزائدة (مثل مثلك لا يبخل) أي أنت. قال الوالد : وليس بشيء لأنه فرّ من زيادة
__________________
(١) ينظر معاني القرآن للفرّاء ٣ / ٢٤٦ ، والجنى الداني ٤٧٢.
(٢) الشورى ٤٢ / ١١ وتمامها : (فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.)
(٣) صدر بيت من مشطور السريع وهو لخطام المجاشعي في الكتاب ١ / ٣٢ ـ ٤٠٨ ، ٤ / ٢٧٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٣٨ ، وينظر المقتضب ٢ / ٩٥ ، وجمهرة اللغة ١٠٣٦ ، والخصائص ٢ / ٣٦٨ ، ومجالس ثعلب ١ / ٤٨ ، وشرح الرضي ٢ / ٣٤٣ ، ومغني اللبيب ٢٣٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٥٠٤ ، ورصف المباني ٢٧٨ ، والجنى الداني ٨٠ ـ ٨١ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣١٣ ـ ٣١٥.
والشاهد فيه قوله : (ككما) حيث استعمل الكاف الثانية اسما بمعنى مثل فأدخل عليها الكاف لأنها في معناها.
(٤) القزويني هو محمد بن عبد الرحمن أبو المعالي قاضي القضاة ولد سنة ٦٦٦ ه وتوفي سنة ٧٣٩ ه. من تصانيفه تلخيص المفتاح في المعاني والبيان ، وله إيضاح التلخيص. ينظر ترجمته في بغية الوعاة ١ / ١٥٦ ـ ١٥٧ ، والدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة لابن حجر ٣ / ٤٩٩ ـ ٥٠٠.
(٥) ينظر البحر المحيط ٧ / ٤٨٨ ـ ٤٨٩.