تدخل عليهما لام الابتداء ، ولا تضاف إلا إلى لفظ اسم الله ، ويدخل عليهما واو القسم فتجران وبعضهم يجيز الرفع ، لأنهما مقطوعتان من أيمن فتغيب ضمة الميم ، وأما (من ربي) فإن أضيف إلى الله كسرت نونها وكان فوق ميمها الحركات الثلاث ، وإن أضيف إلى ربي سكنت نونها ، وأجاز في ميمها الضم والكسر (١) ، وإضافتها إلى لفظ (الله) أقل من (ربي) ، واختلف فيها ، فقال سيبويه (٢) والميرد (٣) والزمخشري (٤) إنها الحرفية وضمت ميمها إيذانا أنها قد خرجت ، وقال غيرهم : هي اسم محذوفة من (أيمن) وكسرت ميمها إتباعا ، كحركة نونها من الله ، وقيل إن كسرت فهي من (يمين) ، وإن ضمت فمن (أيمن) وقيل إن كسرت فجارّة ، وإن ضمت فمن (أيمن) ، وحجة من قال بحرفيتها دخولها على ربي و (أيمن) لا تدخل عليه ، وبناؤها ولو كانت من (أيمن) كانت معربة لأن ما حذف من المعرب معرب ، وقد حكى ابن مالك (٥) في (إم) بتثليث الحرفين ، وأما (م الله) فهي مثلثة الميم ولا تدخل إلا على الله ، وشذ دخولها على
__________________
(١) ينظر شرح المفصل ٨ / ٣٥ ـ ٣٦.
(٢) ينظر الكتاب ٣ / ٥٠٣ ـ ٥٠٤.
(٣) ينظر المقتضب ١ / ٢٢٨.
(٤) ينظر المفصل ٢٨٧ ـ ٣٤٦.
(٥) ينظر شرح التسهيل السفر الثاني ١ / ٤٩٧ وقال فيها : (وفيه حين يليه (الله) اثنتا عشرة لغة ، ثلاث مع ثبوت الهمزة والنون ، وثلاث مع حذف النون دون الهمزة ، وثلاث مع حذف الهمزة والياء وثبوت النون ، وثلاث مع الاقتصار على الميم ، فيقال : (أيمن الله) ، و (ايمن الله) ، و (أيمن الله) و (أيم الله ، (وإيم الله) و (ام الله) و (من الله) و (من الله) و (من الله) و (م الله) و (م الله) و (م الله) ، وينظر المساعد ٢ / ٣١١.