قوله : (و (إلى) للانتهاء) وضعف لانتهاء الغاية مقابلة لـ (من) ، ومعنى الانتهاء أنها لا تكون إلا في منتهى الفعل ، وهل يدخل ما بعدها فيما قبلها ، الأكثر منع ، وثعلب جوز الأمرين ، وبعضهم قال : (١) إن كان من الجنس جاز أن تدخل نحو : (إلى المرافق) ، وإلا لم تدخل ، نحو : (نمت البارحة إلى الصباح) ، (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ)(٢).
قوله : (وبمعنى (مع) قليلا) نحو : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ)(٣)(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ)(٤) وقول العرب : (الذود إلى الذود إبل) (٥) وقوله :
[٧١٥] وإن امرءا قد عاش تسعين حجة |
|
إلى مائة لم يسأم العيش جاهل (٦) |
وقال الزمخشري (٧) هي على بابها في الاثنين جميعا ، وما ورد تأويله على قدر فعل يصل بـ (إلى) تقديره منضمين إلى الله (٨) ، ولا تأكلوا أموالهم منضمة إلى أموالكم ، والذود منضمة إلى الذود ، وتسعين منضمة إلى مئة ، وزاد بعضهم معنى (عند) نحو : (جلست إليه) أي عنده ، وزاد ابن قتيبة
__________________
(١) ينظر رصف المباني ١٦٧.
(٢) البقرة ٢ / ١٨٧.
(٣) آل عمران ٣ / ٥٢.
(٤) النساء ٤ / ٢.
(٥) ينظر شرح التسهيل السفر الثاني ١ / ٣٩٩ ، وشرح الرضي ٢ / ٣٢٤ ، والجنى الداني ٣٨٦ ، واللسان مادة (ذود) ٣ / ١٥٢٥ ، ومجمع الأمثال ١ / ٢٧٧ ، والهمع ٢ / ١٥٤ وما بعدها.
(٦) البيت من الطويل ، وينسب إلى أكثم بن صفي وهو في حماسة البحتري ١٠١ ، والاشتقاق ٢٠٧ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ١ / ٤٠٠.
والشاهد فيه قوله : (تسعين حجة إلى مئة) حيث جاءت إلى بمعنى (مع) أي مضمومة التسعين إلى المئة.
(٧) ينظر المفصل ٢٨٣.
(٨) وهذا يعود إلى الآية في سورة الصف.