وقد قيل : إنّ (ظل) لا تكون تامة ، و (بات) لا تكون بمعنى (صار) لقلة السماع (١).
قوله : (و (ما زال) و (ما برح) و (ما فتئ) و (ما انفك) لاستمرار خبرها لفاعلها مذ قبله) (٢) أي مشتركة في أنها ناقصة ، وهو أن معناها واحد وهو استمرار خبرها لفاعلها مذ قبله ، والمراد أن خبرها حاصل للفاعل مذ كان قابلا له ، أي صالحا له ، سواء كان في أوقات متصلة ، نحو :(ما زال زيد أميرا) والمراد مذ صلح للإمارة فتخرج أوقات الطفولة ، أو متفرقة على حسب العرف ، نحو : (ما زال زيد يعطي السائل).
قوله : (ويلزمها النفي) (٣) تعد هذه الأفعال الأربعة والنفي ظاهر ومقدر وحروفه في المعنى (ما) ، وفي الدعاء (لا) ، وفي المضارع (ما) و (لن) و (لا) و (لم) ، ولا يفصل بينها وبين هذه الأفعال إلا شاذ ، وبعضهم يجيزه بمعمولاتها ، ما عند الله يزال بذكرك ، وبالظرف نحو : (ما اليوم يزال زيد قائما) ، وبالقسم نحو :
[٦٩٠] فلا وأبى دهماء زالت عزيزة (٤) |
|
... ـ |
__________________
(١) قال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٤٧٠ : (وزعم الزمخشري أن (بات) فد تستعمل بمعنى (صار) ، وليس بصحيح لعدم شاهده على ذلك مع التتبع والاستقراء).
(٢) ينظر شرح المصنف ١١٣.
(٣) قال الرضي في شرحه ٢ / ٢٩٥ : (إن كانت ماضية فب (ما) و (لم) وب (لا) في الدعاء ، وإن كانت مضارعة فـ بـ (ما) و (لا) و (لن) والأولى أن لا يفصل بين (لا) و (ما) وبينهما بظرف وشبه ، وإن جاز في غير هذه الأفعال).
(٤) البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في شرح الرضي ٢ / ٢٩٥.
والشاهد فيه قوله : (زالت) هو شاذ ، وليس مما حذف منه حرف النفي لا وأصلها (فلا زالت).