يفيد الانقطاع ، وقال بعضهم المراد في اللوح ، أو سبق في علمه أنه غفور رحيم ، وقال صاحب البرود : والذي يجب العدول إليه والتعويل عليه أن يكون الماضي مفيد الانقطاع مطلقا ، بل تقول : أما عين ذلك الفعل فيجب انقطاعه ، لأنه لا معنى للماضي إلا أنه قد وجد وانقضى ، وأما جنسه ومثله فلا يجب انقضاؤه وانقطاعه (١) نحو قولك : (قد صمت أمس وأنت [ظ ١٢٥] صائم) ، فإذا كان هذا معنى الماضي فلا إشكال ولا تأويل ، ونقول المراد بالإخبار بكون الله غفورا رحيما فيما مضى أبلغ وأمضى للعزيمة ، لأنه إذا كان غفورا رحيما فيما مضى كان آنس للقلب وأدعى إلى التوبة ، إذا كانت هذه صفته قديما ، وأخيرا ، ولا يحسن مثل هذا إلا بدليل على حصوله في الحال ، وفائدة الثاني :
قوله : (وبمعنى صار) يعني يفيد الانتقال نحو : (فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا)(٢)(وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً)(٣) وقوله :
[٦٧٩] بتيهاء قفر والمطىّ كأنها |
|
قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها (٤) |
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ٢ / ٢٩٣.
(٢) الواقعة ٥٦ / ٦.
(٣) الواقعة ٥٦ / ٧.
(٤) البيت من الطويل ، وهو لعمرو بن أحمر في ديوانه ١١٩ ، وينظر الحيوان ٥ / ٥٧٥ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٦٨ ، وشرح المفصل ٧ / ١٠٢ ، وشرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٤٧٠ ، وشرح الرضي ٢ / ٢٩٣ ، واللسان مادة (كون) ٥ / ٣٩٦١ ، والخزانة ٩ / ٢٠١ ، وشرح الأشموني ١ / ١١١.
والشاهد فيه قوله : (قد كانت فراخا بيوضها) حيث جاء كانت بمعنى صارت.